الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

إخوان سوريا يطالبون بـ”وصاية تركية”، وصفقة إدلب قد تنقذ الاقتصاد التركي

الصفقة قد تنقذ الاقتصاد التركي من الانهيار

كيو بوست –

في خطوة لا تبدو مستغربة، أصدر القائمون على المجالس المحلية في ريفي إدلب وحماة، بيانًا مشتركًا يطالبون فيه بـ”الوصاية التركية” على قراهم!

وقد صدر البيان الذي تناقلته وسائل الإعلام، مختومًا باسم 17 مجلسًا محليًا أو ممثلًا عنها، جميعها محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين. وتطالب المجالس صراحة بدخول تلك المناطق للوصاية التركية، مع تعهد الموقعين بمساعدة الأتراك على إدارة المنطقة.

اقرأ أيضًا: حلول تركيا الخاسرة في إدلب

ويعتبر ذلك الطلب بمثابة وثيقة رسمية، باعتبارها تحمل أختام المجالس المحليّة، وتواقيع الأشخاص الذين حضروا الاجتماع. وذكرت مصادر مطلعة بأن البيان تم تسلميه أولًا للجنود الأتراك في نقاط المراقبة، قبل أن يقوموا بإرساله لوكالات الأنباء.

 

ومن المفارقات في البيان الذي حمل 5 نقاط أساسية، أن أول بند فيه يؤكد على تمسك الموقعين “بثوابت الثورة السورية”، ثم يطالبون في البند الخامس بوصاية دولة أجنبية على جزء من وطنهم!

اقرأ أيضًا: إدلب: تسوية أم حرب؟

ولكن على الرغم من معرفة جماعات الإسلام السياسي على الأرض السورية، وحلفائهم من التنظيمات الإرهابية المتشددة، بالضرر الذي أوقعه التدخل الأجنبي والتركي بمسار الثورة، إلّا أنهم، وبحسب ما صدر في البيان، لم يفقدوا إلى الآن ثقتهم بحليفهم التركي.

ولم يقتصر التواطؤ التركي على الثورة على إدخال عشرات الآلاف من الإرهابيين والدواعش عبر الحدود التركية، وإنما أيضًا على تسليم مدينة حلب بتنسيق تركي-روسي، الأمر الذي جرت على إثره المصالحة بين روسيا وتركيا، لتكون حلب للنظام، مقابل أن يدخل الجيش التركي إلى سوريا لضرب الأكراد على حدودهم!

الصفقات الروسية التركية كانت تتوالى تباعًا، وتكشفت على الملأ بعد كل مرحلة، ولولاها لما خسرت المعارضة مدينتها الكبرى حلب، مقابل سماح روسيا للأتراك بضرب الأكراد.

فالجماعات الإسلامية في سوريا، على رأسها الإخوان، قاتلوا في مقدّمة الجيش التركي، أثناء عملية “غصن الزيتون” التي احتلت عفرين، من أجل مصالح تركيا، فكان المقابل صمت أنقرة، وتسليمها بوصول الجيش السوري والطيران الروسي إلى تخوم مدينتي حماة وإدلب، تنفيذًا للصفقة بين الطرفين، بينما كانت المعارضة السورية الإخوانية المسلحة، مجرّد ورقة على طاولة المصالح التركية، تستخدمها، لتحسين شروط التفاوض على مصالحها لدى روسيا.

اقرأ أيضًا: محافظة إدلب: الحرب السورية تدخل محطة أخيرة حاسمة

ومع الثقة العمياء (التبعية) التي تحافظ عليها الجماعات المتطرفة تجاه تركيا، بدأت بوادر جديدة تتكشف عن صفقة ربما تكون القاضية بالنسبة لجماعات الإسلام السياسي، إذ ستصبح تلك الجماعات مجرد حطب في أتون المصالح التركية الاقتصادية هذه المرة؛ فقد تحدثت مصادر مطلعة لـ”كيوبوست” عن حوار روسي تركي، مفاده بأن ترفع تركيا يدها عن الجماعات المسلحة في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة المسلحة، مقابل سماح سوريا وروسيا للشركات التركية بالمشاركة في مشاريع إعادة إعمار سوريا.

وهي صفقة تشبه في معالمها ما جرى في مدينة “درعا” جنوبي سوريا، عندما رفعت الدول الراعية للمسلحين يدها عنهم، فأسرع قادة المعارضة إلى عقد مصالحات سريعة مع النظام، وانخرط قسم كبير منهم في الجيش السوري، وهي الطريقة التي جنّبت المدينة الخيار العسكري وما كان سينتج عنه من مأساة إنسانية بحق المدنيين العزّل.

حاجة تركيا لتلك الصفقة الاقتصادية، جاءت بعد انهيار قيمة الليرة التركية، وتوابع ذلك على الاقتصاد التركي الذي أصيب بالانكماش. بالإضافة إلى أن إدلب بمدنييها وعسكرييها أصبحوا عبئًا على الدولة التركية، وتفضل تركيا تسليم المدينة، لأن الخيار العسكري والمواجهة، سيعرضها لموجة من اللجوء قدرتها تقارير دولية بمليون ونصف سوري، سيعبرون إلى تركيا هربًا من الاشتباكات. وسيشكل ذلك اللجوء عبئًا اقتصاديًا على الدولة التركية، قد يزيد الأوضاع داخلها سوءًا.

أما تمسك تركيا بشرط مشاركة الشركات في إعادة الإعمار، مقابل تسليم المدينة، فإنه يأتي لحاجة الاقتصاد التركي لعائدات جديدة، خصوصًا أن الأمم المتحدة قدّرت تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ500 مليار دولار، سيكون لتركيا في حال شاركت فيه نصيبًا لا بأس به، مما سيساهم في ترميم الاقتصاد التركي الذي تصدع في الشهور الأخيرة.

اقرأ أيضًا: مستشار أردوغان: ما تفعله تركيا في سوريا يشبه ما تفعله إسرائيل!

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة