الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
إخوان الجزائر يتسلقون على حملة التضامن الشعبية مع فلسطين
مراقبون لـ"كيوبوست": حركات الإسلام السياسي تجعل من القضية الفلسطينية وكل قضايا اضطهاد المسلمين في العالم فرصة للترويج لنفسها سياسياً

الجزائر- علي ياحي
يبدو أن تيار الإخوان بات لا يفرق بين القضايا المصيرية، والمصالح الشخصية الضيقة؛ ففي وقتٍ تأخر فيه الموقف الرسمي إزاء ما يجري في القدس، بسبب انشغالات الداخل، استغلت أحزابٌ محسوبة على الإخوان الوضع للانفراد بقيادة حملة التضامن مع الفلسطينيين.
وسارعت أحزاب وجمعيات إخوانية إلى إطلاق حملة تضامن ودعم للقدس والشعب الفلسطيني، تحت شعار “القدس يداً بيد”؛ حيث دعت سلطات بلادها إلى اتخاذ مواقف تشرِّف تاريخ ونضالات الجزائر من أجل فلسطين.
وقال رئيس جمعية العلماء المسلمين عبدالرزاق قسوم، إن الموقف لم يعد يستدعي الخطب والكلام؛ بل يتطلب الحزم والخطوات العملية لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وسكان القدس. بينما دعا رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبدالله جاب الله، إلى التفكير في أدواتٍ لإمداد الشعب الفلسطيني بالمعونات المادية والإمكانات اللازمة؛ لإسناد نضاله وتعزيز موقفه المشرف، على حد تعبيره.

من جهته، أثار رئيس أكبر حزب إخواني في البلاد، حركة مجتمع السلم، عبدالرزاق مقري، سخرية واستهزاء الجزائريين بعد أن وعد بإرسال مناضلين إلى فلسطين لو كانت الحدود مفتوحة، وقال إنه “لو كانت الحدود مفتوحة لفديناهم بدمائنا، القضية الفلسطينية قضية عادلة على كل المعايير، وأثبتت قوتها في حجم انتفاضتها، وقوة المعركة الحالية”.
وعلَّق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تصريح مقري؛ خصوصاً بعد إعلان السلطات الجزائرية فتح الحدود المغلقة منذ أكثر من 14 شهراً بسبب جائحة “كورونا”، وأجمعت المنشورات والتعليقات على أن الإخوان يفضلون السباحة في المياه العكرة، واستغلال معاناة الآخرين للمزايدة، وقال أحدهم: “ها قد فتحت الحدود.. أين أنت يا مقري؟!”.
اقرأ أيضاً: تهافت الإخوان على انتخابات البرلمان في الجزائر يكشف عن استغلال سياسي
استغلال سياسي
تعتقد المستشارة القانونية والباحثة في الجيوستراتيجيا، آمال لعروسي، في تصريحٍ أدلت به إلى “كيوبوست”، أن اليساريين أكثر ارتباطاً بفلسطين؛ فهي قضية تحرر لا تقبل التجزئة على الإسلاميين الذين اتخذوا من غزة والقدس سجلاً تجارياً لتبرير أفكارهم وتوجهاتهم الراديكالية، مشددةً على أن اليساريين وعبر التاريخ كانوا دوماً مناصرين لحركات التحرر في العالم وتحرر الإنسان، وأبرزت أن حركة حماس استثمرت في قضية القدس سياسياً لأجل الانتخابات المقبلة؛ للعودة إلى الحكومة، ونتنياهو هو الآخر وجدها فرصة لتعزيز موقع حزبه في الاستحقاق القادم، أما الشعب فهو لعبة سياسية يؤديها السياسيون بمكر ولؤم وخبث من كلا الطرفين.
اقرأ أيضًا: لا سلام في الشرق الأوسط من دون حل المسألة الفلسطينية

وتواصل لعروسي بأن ما يحدث في القدس هو ميلاد الوعي الفلسطيني من جديد، بعدما استطاعت إسرائيل تجنيس آلاف الفلسطينيين وإغرائهم، وسيكون موقف الرئيس الأمريكي بايدن، حاسماً في تغيير المشهد على الأرض، وختمت بأن “ما لا أفهمه هو موقف الجزائري؛ سواء أكان يسارياً أم إخوانياً، وما دخله في القضية وهو حلقة فارغة ضعيفة لا صلة لها بكل ما يحدث سوى المتاجرة والنفاق السياسي”.
من جانبه، يرى المدير التنفيذي لمنظمة “صوت حر” الحقوقية، محمد خذير، في تصريحٍ أدلى به إلى “كيوبوست”، أن كل حركات الإسلام السياسي تجعل من القضية الفلسطينية، وكل قضايا اضطهاد المسلمين في العالم، فرصة للترويج لنفسها سياسياً، وإخوان الجزائر لا يحيدون عن هذا، وقال إن القضية الفلسطينية العادلة لا تهم الجزائر وحدها والإخوان فقط؛ وإنما هي قضية تهم الإنسانية وكل العالم.
اقرأ أيضًا: أطراف في الكويت تتهم الإخوان برفع شعار “دعم فلسطين” لمصالح حزبية

ويواصل خذير، بخصوص تصريحات رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية، أن مقري يحاول كسب بعض الشعبية؛ خصوصاً والجزائر مقبلة على الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 يونيو المقبل، “وما يقوله كذب، على اعتبار أنه نفس الحديث الذي كان يروِّجه الإخوان قبل وصول الرئيس المصري الأسبق الراحل محمد مرسي، إلى الحكم؛ لكن لدى تسلمه مقاليد الجمهورية المصرية، كان أول ما كتبه إلى المسؤول الأول في إسرائيل كلمة (عزيزي)؛ لذا فإن مثل هذه التصريحات موجهة للاستهلاك الداخلي والحملات الانتخابية”، وختم بأن الإخوان لديهم خطاب مزدوج.