الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

إخوان الأردن يشاركون في انتخابات البرلمان.. فما فرصهم؟

الحركة المنحلة وفقاً للقانون الأردني تشارك في الانتخابات تحت مظلة ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي.. والمراقبون يشككون في فرص نجاحها

كيوبوست

قررت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن المشاركة في الانتخابات النيابية التي تُجرى في العاشر من نوفمبر المقبل، وذلك على العكس من مواقفها السابقة والتي قضت بمقاطعة أي استحقاقات انتخابية، حسب ما أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للجماعة بالأردن.

موقف أثار الكثير من الجدل فور إعلانه من قِبل الأمين العام للحزب مراد العضايلة، والذي برر هذه الخطوة، في مؤتمر صحفي عقده في عمان، وأرجعها إلى عدة أسباب؛ أبرزها تعرُّض الحركة إلى استهداف واضح ومحاولة لإقصائها من المشهد السياسي، بعد القرارات القضائية الصادرة بحقها مؤخراً.

إخفاق سياسي

زيد النوايسة

ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين اختارت أن تذهب للمشاركة السياسية “نتيجة الإخفاق السياسي الذي تعيشه”، حسب الدكتور زيد النوايسة، الكاتب والمحلل السياسي الأردني، والذي يؤكد أن قرار المشاركة في الانتخابات جاء بعد إخفاقهم في “ليّ ذراع” الدولة الأردنية، وتحديداً خلال أزمة نقابة المعلمين، عندما حاولوا الدخول في عناد انتهى بفشلهم.

يشير النوايسة إلى أن من دوافع اتخاذ حزب جبهة العمل الإسلامي هذا القرار، هو الشعور بأن حركات الإسلام السياسي في العالم العربي، وتحديداً جماعة الإخوان، قد تلقت ضربات قاصمة أبعدتها عن المشهد بشكلٍ كبير، وأصبحتِ الأردن من الدول القليلة التي تمكنهم من المشاركة السياسية، ومن ثمَّ تعاملوا ببراغماتية وقرروا الوجود في البرلمان؛ لتجنب أي صدام قادم من الحكومة.

واعتبر حزب جبهة العمل الإسلامي أن الغياب عن البرلمان هو بمثابة “انسحاب من المعركة وهروب من المسؤولية، وتحقيق لأمنيات المُغرضين بإخلاء الساحة لهم؛ لتخلو لهم الأوطان لتمرير مشروعاتهم”.

اقرأ أيضًا: اتفاق الجنوب السوري ينبئ بحلول للاجئي الأردن

ولذا يعتقد النوايسة أن الحزب سيدفع هذه المرة بعددٍ كبير من المرشحين؛ خصوصاً في دوائر العاصمة؛ لكنه لن يحصد أكثر من 10% من مقاعد المجلس، مشيراً إلى أن هناك صورة سلبية موجودة في الشارع الأردني؛ خصوصاً عن الدور الذي لعبته حركات الإسلام السياسي في السنوات الماضية لجهة “ولاءاتها الإقليمية، وليس الوطنية”.

جانب من جلسة سابقة للبرلمان الأردني – أرشيف

تغلغل في المجتمع

حسين محادين

لكن التيار الإسلامي هو “جزء أساسي من النسيج الاجتماعي في الأردن”، حسب الدكتور حسين محادين؛ أستاذ الاجتماع السياسي وعميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة مؤتة، والذي يؤكد، لـ”كيوبوست”، أنهم معنيون بالعمل العام؛ ومنه الانتخابات، سواء على مستوى البلديات أو على مستوى مجلس النواب، وأن قرار المشاركة في الانتخابات المقبلة لا يعتبر استثناءً إذا ما نظرنا إلى تاريخ الحركة الإسلامية في الأردن، وطبيعة تحركاتها السياسية.

يرى محادين أن قانون الانتخابات الحالي لا يتيح من الناحية العملية لأية كتلة سياسية أن تحصد أغلبية في المجلس، معتبراً أن الاختلاف الوحيد لمشاركة التيار الإسلامي في الانتخابات المقبلة، هو أن الترشح سيأتي “تحت راية حزب جبهة العمل الإسلامي بديلاً عن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة وفقاً للقانون”.

وكانت محكمة التمييز -أعلى هيئة قضائية في الأردن- قد أصدرت حكماً في يوليو الماضي، بحل جماعة الإخوان المسلمين؛ لعدم قيامها بتصويب أوضاعها القانونية، ما جعلها تفقد شخصيتها القانونية والاعتبارية وَفق القوانين الأردنية.

الغى القضاء الأردني وجود جماعة الإخوان قانوناً

يلفت محادين إلى نقطة مهمة؛ وهي أن البُعد الديني مكون واضح في ثقافة الناخب الأردني، بعيداً عن المسميات التي تختلف حسب المسميات القانونية في كل مرحلة، مشيراً إلى أن التساؤل الأهم سيكون عن فرص ما ستحصده الجبهة من مقاعد في الانتخابات وقوة تأثيرها داخل المجلس بعد انتخابه.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي أن طبيعة علاقة الحركات الإسلامية مع الدولة في الأردن قائمة على مرحلية كل فترة بشكل منفصل، والظروف الحالية وما تعانيه التيارات الإسلامية في المجال السياسي بشكل عام في الدول العربية من تراجع، هو الدافع الأساسي لاتخاذ القرار بالمشاركة في الانتخابات، مؤكداً أن الهيئة المستقلة للانتخابات عملت بشكل فعلي من أجل منع أية ممارسات يتم فيها استغلال توزيع المساعدات أو تحمل مخالفات لصالح مرشحين دون غيرهم.

اقرأ أيضًا: وطن عربي مصغر: حقائق عن اللجوء في الأردن

يؤكد زيد النوايسة أن الدولة الأردنية واجهت بشكل واضح الأنشطة التي كانت تقوم بها هذه الجماعات؛ خصوصاً من ناحية مسألة تقديم المعونات الاجتماعية لأهداف انتخابية، والنشاط في المناطق والأحياء الفقيرة والمخيمات، وهو ما قلَّص الذراع المالية لهذه الجماعات بشكل عام، وجعلها تركز بشكل أكبر على طرح شعارات سياسية مرتبطة بالقضية الفلسطينية ومحاربة الفساد؛ للحصول على أكبر عدد من الأصوات.

وبدأت الهيئة المستقلة للانتخاب الأردنية المكلفة بالإشراف على العملية الانتخابية مباشرة أعمالها لانتخاب مجلس النواب التاسع عشر في تاريخ الأردن؛ حيث ستبدأ باستقبال طلبات الترشح اعتباراً من يوم 6 أكتوبر المقبل.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة