الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
“إخوان الأردن” مرحب بهم في تركيا
علاقات واستضافات وتعاون مع حزب "العدالة والتنمية"

كيوبوست
يُشكل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الرابط المتين بين تنظيمات “الجماعة” في العالم العربي وحزب العدالة والتنمية في تركيا؛ الأمر الذي يثير جدلًا واسعًا بين الأوساط السياسية والفكرية في تلك البلدان.
أسهم إخوان الأردن في تحريك المياه الراكدة داخل الأردن بالتزامن مع موجة ما سمّي بـ”الربيع العربي” ، لكنّ مساعيهم باءت بالفشل مرات عدة، وهذا ما جعلهم يسعون ليكونوا فاعلين في دول مجاورة كسوريا ومصر، وأن يستغلوا الموجة لتحقيق رصيد ما مع الآخرين.
ترحيب واضح
وهنا يؤكد الخبير في الجماعات المتطرفة ومكافحة الإرهاب د.هشام الهاشمي، أن “إخوان الأردن” هي واحدة من جماعات “الإسلام السياسي” التي تجد ترحيبًا واضحًا في تركيا التي تقدم عبر حزب العدالة والتنمية دعمًا لوجستيًّا واستضافة غير مدفوعة الثمن لها؛ حيث تتمثل عبر استضافة الاجتماعات والنشاطات المتعددة للجماعة وتوفير تأشيرة أو توفير أماكن. لكن أن تتبنى تركيا كل ما تتبناه هذه الجماعات في مقرراتها وندواتها ومؤتمراتها هذا أمر مستبعد.
اقرأ أيضًا: مستقبل العلاقة بين إخوان الأردن والدوحة
وتؤكد مصادر خاصة لـ”كيوبوست” أن وسائل الدعم تشمل تسهيل عقد لقاءات للتنظيم الدولي بمشاركة أعضاء من الجماعة في الأردن، ومؤتمرات وندوات فكرية وإعلامية وثقافية تتعلق بمؤسسات تصنَّف على أنها إخوانية، وكذلك السماح لشخصيات أخرى في الأردن بعقد عدد من الندوات والاجتماعات والأنشطة السياسية التي تناهض حكومات ودولًا عربية، من ضمنها ما يعرف بـ”تيار الأمة” الذي كان يُعد كلٌّ من الدكتور حاكم المطيري وحسن الدقي، رأس حربة فيه؛ حيث كانت شخصيات أردنية ناشطة محسوبة على هذا التيار تنشط في الداخل التركي، لعقد نشاطات ومؤتمرات وندوات تؤيد ربيع الثورات العربية وتناهض الحكومات العربية وتصفها بأنها أنظمة وظيفية لحماية إسرائيل وأمريكا وأنها أنظمة عميلة خارجة عن الإسلام، ولا تمثل الشعوب العربية، فهي فاقدة شرعيتها؛ بل هي من مخلفات الاستعمار التي يجب التخلص منها.
تشجيع وتسهيل
فضلًا عن ذلك، فإن تركيا عبر الحزب الحاكم، تعمل على تشجيع وتسهيل دخول رموز وعناصر جماعة الإخوان؛ من ضمنها “إخوان الأردن”، للدخول في المشروعات والأعمال العقارية في تركيا، وتملُّك العقارات المختلفة كالأراضي السكنية والتجارية والزراعية، أو بناء وتنفيذ المجمعات والبنايات السكنية؛ بهدف بيعها وتسويقها للعناصر والأفراد المحسوبين على الجماعة في الأردن، إذ أصبح عدد كبير من أعضاء الجماعة يمتلكون شققًا وقطع أراضٍ في المدن التركية.
كما تسعى “إخوان الأردن” لتوفير فرص العمل لأفرادها وعناصرها في المجال الإعلامي؛ عبر المؤسسات المقربة من الحزب الحاكم لتركيا، وتأتي على رأسها وكالة “الأناضول” التركية، وقناة “تي آر تي العربية”، بالإضافة إلى وسائل إعلام تركية أخرى استطاعت استقطاب أفراد وعناصر تابعين لـ”إخوان الأردن”؛ حيث يُعد الانتماء إلى الجماعة أحد أهم الشروط لتوفير فرصة العمل أو الدخول في وسائل الإعلام المقربة من الحزب الحاكم في تركيا.
مجموعة صغيرة

لكن الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والقيادي الإخواني المنشق خالد الزعفراني، لديه رؤية مخالفة لما يطرحه الهاشمي، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان في الأردن منقسمة، وانشق الجزء الأكبر منها عن التنظيم الدولي، وبالتالي ابتعدت “إخوان الأردن” عن أية علاقة بحزب العدالة والتنمية التركي؛ حيث غلَّبت علاقتها بالقصر الملكي على أي ارتباطات خارجية، مستبعدًا أن يقيموا في الظروف والمتغيرات الحالية أية علاقة مع تنظيم خارجي.
ويعتبر الزعفراني أن هناك مجموعة صغيرة محسوبة على “إخوان الأردن” لديها علاقات وارتباطات خارجية مع حزب العدالة والتنمية التركي.
اقرأ أيضًا: لماذا غابت مهرجانات الإخوان الصاخبة عن المشهد الأردني؟!
ويوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن ارتباطات “إخوان مصر” الخارجية مع عدة جهات وأطراف سياسية ودولية، أدَّت إلى تأليب الشارع المصري عليها، إضافة إلى أن جماعة الإخوان في مصر تتبنى وتسير على الفكر “القطبي” المتخاصم مع المجتمع، والذي يصفه بالجاهلي وحتمية الصدام معه. لكن الحالة في الأردن، حسب الزعفراني، مختلفة؛ فأغلب رموز وعناصر الجماعة يدين بالولاء للملك والبيت الهاشمي.
ومن هنا فإن الزعفراني يرى أن علاقات وارتباطات “إخوان الأردن” بالخارج كما كانت سابقًا مع حركة حماس، تعد انتحارًا سياسيًّا للإخوان؛ فهم يسعون إلى ترتيب بيتهم الداخلي وتصويب أوضاعهم السياسية مع الدولة والأجهزة الأمنية الرسمية في الأردن؛ ليعملوا تحت مظلة القانون، وإلا سيكون مصيرهم مثل مصير جماعة الإخوان في مصر؛ حيث أصبحت الألاعيب والمكاسب السياسية هي العنوان الأبرز لتنظيمات “الإخوان” في فروعها المنتشرة عبر العالم، وباتت المنهجية الحقيقية لها في تحركاتها وسلوكياتها وأيديولوجياتها.