اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دولية
إحصائيات رسمية تكشف: تركيا الداعم الأول للاستيطان الإسرائيلي
إسرائيل تعتمد على تركيا في استيراد الإسمنت والحديد من أجل توسيع المستوطنات

كيو بوست –
برغم ما يظنه البعض حول وجود خلافات سياسية ظاهرة على السطح، إلّا أن العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا ضاربة في العمق، وتبدو أكثر متانة مما هي بين إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط.
ودل على قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، التقرير السنوي الذي أصدرته دائرة الإحصاء التركي، الذي يوضح بأن تركيا حلت في المرتبة الأولى في قائمة المصدّرين للحديد والإسمنت لدولة الاحتلال.
اقرأ أيضًا: تركيا وإسرائيل: نظرة إلى الشراكة الاقتصادية بين “الحلفاء السيئين”
وأظهرت الإحصاءات أن إسرائيل استوردت من تركيا غالبية احتياجاتها من الإسمنت، بمعدل مليون طن في العام 2017.
كما صدّرت تركيا إلى إسرائيل، بحسب ما نشرته صحيفة “مللي غازيته”، 9.8 مليون طن في فترة الـ15 عامًا الماضية، هي فترة حكم حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان؛ أي أن 59% من مجمل احتياجات إسرائيل من الإسمنت، استوردته من تركيا فقط، والباقي استوردته من دول أخرى، لتتصدر تركيا قائمة الدول المصدرة للإسمنت لإسرائيل!
ماذا عن الحديد؟
بالإضافة لتفوق تركيا في تصدير الإسمنت لدولة الاحتلال، أوضحت الصحيفة التركية، وبناءً على أرقام دائرة الإحصاء الرسمية، أن تركيا احتلت رأس قائمة الدول المصدرة للحديد لإسرائيل؛ فما نسبته 45% من مجمل ما استوردته إسرائيل من الحديد، جاء من تركيا.
اقرأ أيضًا: مهرجان إسطنبول للأفلام يفتح بابًا للتطبيع مع إسرائيل، وفنانون يقاطعون
وتوضح الأرقام أن تركيا باعت لإسرائيل في العام 2017 فقط، ما مقداره 544 مليون دولار، لتصبح تركيا هي المصدّر الأول لإسرائيل في مجالي الحديد والإسمنت، وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 2002 و2017.
منتجات داعمة للاحتلال
بالعادة، تقوم الصحف التركية الموالية لحزب العدالة والتنمية بذكر صادرات تركيا لـ”الشرق الأوسط” بشكل عام، في محاولة لتمويه علاقة تركيا بإسرائيل، إلّا أن صحيفة “مللي غازيته” قامت بتفصيل التقرير، وركزّت على الصادرات التركية لدولة الاحتلال بشكل خاص، ليوضح التقرير تزايدًا طرديًا في الصادرات التركية لإسرائيل، برغم ما يدعيه الرئيس التركي من سوء للعلاقات بسبب موضوعي القدس والحرب على غزة.
وأكدت الأرقام أن تركيا زادت من نسبة بيعها للإسمنت والحديد لإسرائيل 22%، لترتفع في كل عام عن الذي سبقه، حيث كانت قد باعت الحديد بـ213 مليون دولار عام 2009، كما ارتفعت قيمة المبيعات إلى 332 مليون دولار عام 2010، قبل أن يصعد إلى 437 مليونًا عام 2011.
هاجمت الصحيفة نظام أردوغان بسبب تصديره لإسرائيل منتجات تزيد من تمدد الاستيطان العمراني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، إذ تزايد حجم الصادرات التركية، خصوصًا من الإسمنت والحديد، في الفترة التي زادت فيها الحكومة الإسرائيلية من تغولها في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المصادرة.
اقرأ أيضًا: الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية: الملف الكامل
تقوم تركيا بهذا الدعم في الوقت الذي تفرض فيه إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة، بمنعها سكان القطاع من استيراد مادتي الحديد والإسمنت اللازمتين لإعادة إعمار منازلهم التي هدمها الاحتلال في الحروب الأخيرة، التي يُقدّر عددها بخمسين ألف منزل تم تدميرها بالكامل، وتهجير سكّانها إلى العراء.
يذكر أن التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل شهد ازدهارًا في عهد حكم حزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية، إذ بلغ ميزان التبادل في عام 2017 ما يقارب 4 مليارات دولار.
اقرأ أيضًا: تحقيق: هكذا يصل النفط العراقي بسرّية إلى إسرائيل عبر تركيا
اقرأ أيضًا: مستشار أردوغان: ما تفعله تركيا في سوريا يشبه ما تفعله إسرائيل!