الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
إحباط مخطط “حماس” ضد إسرائيل في الفلبين.. الظروف والملابسات
هذا الأمر له تداعيات سياسية كبيرة على مستقبل حركة حماس.. خصوصاً بعد أن صنفتها عدة دول بأنها حركة "إرهابية"

كيوبوست- مصطفى أبو عمشة
أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن السلطات الفلبينية أحبطت تشكيل خلايا لحركة حماس في البلاد، والتي كانت تخطط لاستهداف إسرائيليين.
وأشارت الصحيفة ذاتها، نقلاً عن رئيس استخبارات الشرطة الفلبينية، إلى أن هذه المحاولات جرى إحباطها بعد وصول معلومات عن علاقات بين أحد المواطنين وعنصر من حركة حماس. وحسب المصادر الأمنية الفلبينية، فإن أحد عناصر حركة حماس حاول تجنيد خلايا محلية واستخدامها لاستهداف مواقع وأهداف إسرائيلية في الفلبين، مشيرةً إلى أن الشخص الفلبيني التقى عنصر “حماس” في ماليزيا عدة مرات بين عامَي 2016 و2018، إلى جانب محاولات لتدريب المواطن الفلبيني على تصنيع المتفجرات، وعرض مبالغ مالية لتجنيد خلايا فلبينية لتنفيذ العمليات.
اقرأ أيضاً: قرار بريطانيا حظر حركة حماس.. الملابسات والأسباب والظروف
مثل هذه الاستراتيجية تخالف رؤية “حماس” التي تنادي على الدوام بحصر جغرافية الصراع مع إسرائيل في الداخل، وترفض إخراج الصراع خارج المربع الفلسطيني لعوامل عدة (تكتيكية وتنظيمية وواقعية وعسكرية)؛ لكنه وبطبيعة الحال لديها قواعد ونشاطات في عدة جبهات مفتوحة، سواء داخل دول عربية أو غربية.

تداعيات سياسية

وفي هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي المختص بالشأن الفلسطيني د.ناجي شراب، أن هذا الأمر له تداعيات سياسية كبيرة على مستقبل حركة حماس؛ خصوصاً بعد أن صنفتها عدة دول بأنها حركة “إرهابية”، إضافة إلى تصنيف السعودية جماعة “الإخوان” منظمة إرهابية، وبالتالي يفترض على حركة حماس أن نشاطها يتركز في الداخل الفلسطيني باعتبار أنها حركة “مقاومة” كما تقول، مشدداً على أن أي فعل خارج الإطار الفلسطيني سيدفع باتجاه تبني اعتبارها منظمة “غير شرعية”.
وحول مدى إمكانية “حماس” توظيف وتجنيد أشخاص مسلمين وعرب بالخارج، يرد شراب بالقول: “نعم، بكل سهولة يمكن أن تجند أشخاصاً من المسلمين والعرب في أية دولة من الدول، فقد يكونون مدفوعين بحب تأييد القضية الفلسطينية وبحب فلسطين وبأي مبررات وأسباب أخرى؛ وبالتالي فإن مسألة القدرة على التجنيد تعد أمراً ممكناً؛ خصوصاً أنه قد تكون هناك آليات وإمكانات وقدرات”.
اقرأ أيضاً: إلى أين تتجه سياسة السطوة الأمنية التي تتبعها “حماس” في قطاع غزة؟!
كما أن مثل هذا الأمر، حسب ما يشير إليه شراب، قد يدفع كثيراً من الدول إلى إعادة النظر؛ فينبغي أن يُأخذ هذا الإجراء من السلطات الفلبينية على محمل الجد، فلا يكفي النفي من قِبل الحركة؛ لأنه ستكون تداعياته سياسية على الحركة وقد يفقدها الكثير من مصداقيتها وشرعيتها، مشدداً على أن القاعدة السياسية تؤكد أن الدول تعد مصدقة بنظر المجتمع الدولي، بينما الحركات والتنظيمات قد لا تكون مصدقة ولا ينظر إليها بنفس المنظار الذي ينظر إلى الدول، وهذا الأمر سيكون لصالح إسرائيل، وقد يشكل ذريعة لها للتحرك في المنطقة باعتبار أن ما تقوم به الحركة غير شرعي.

رؤية مغايرة

وفي سياق متصل، يذهب المحلل السياسي الفلسطيني د.عبدالله أبو السمن، إلى رؤية مغايرة لما ذهب إليه شراب، معتبراً في تصريحاته الخاصة لـ”كيوبوست”، أن ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، من أن السلطات الفلبينية أحبطت تشكيل خلايا لحركة حماس، يخضع لاعتبارات عديدة مرتبطة بطبيعة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وكذلك بالصراع الإسرائيلي- الإيراني، مشيراً إلى أن إسرائيل تعاني وجود الجناح العسكري في “حماس”، الذي أصبح يمتلك قوة لا يستهان بها في المواجهة، ويعمل لتحسين قوته العسكرية للدفاع عن غزة، مع فارق الإمكانات المادية بين الطرفين.
وكذلك فإن إسرائيل تعاني الصراع مع إيران وأذرعها في المنطقة، وإن أظهرت قوة في مواجهة أذرعها على الساحة السورية من خلال الطلعات الجوية المتكررة لضرب أهداف عسكرية مرتبطة بـ”حزب الله” وإيران، ونتيجة هذا الصراع يرى أبو السمن أن إسرائيل تتعامل مع إيران وأذرعها بأساليب مختلفة لتحقيق الأهداف القريبة لإضعاف خصومها بالتعاون مع المنظومة الدولية.
اقرأ أيضاً: صراع الأجنحة داخل “حماس”.. خارطة تتقاسمها تركيا وإيران
ومن هنا، فإن حركة حماس في خضم هذه الحالة تعد في بؤرة هذا الاستهداف كونها على الأرض الفلسطينية وتمتلك جناحاً عسكرياً وترتبط بإيران عسكرياً ومادياً، إضافة إلى أنها خاضت عدة مواجهات مع إسرائيل، وبالتالي هي محل استهداف من الجانب الإسرائيلي.

من هنا يأتي هذا الخبر في صحيفة “يديعوت” للدفع إعلامياً في وضع “حماس” في دائرة الإرهاب الدولي بدلاً من دائرة المقاومة الشرعية في مواجهة محتل للأرض الفلسطينية، والذي استهدف العديد من القادة الفلسطينيين اغتيالاً على الأرض اللبنانية، والتونسية، والماليزية، والفلسطينية، وفي ساحات مختلفة عالمياً.
ويضيف أبو السمن في حديثه بالقول: “تنشط السياسة الإسرائيلية حالياً لتضييق الخناق على (حماس) أوروبياً وأمريكياً وعالمياً؛ لكي توضع بجناحَيها السياسي والعسكري على قائمة الإرهاب”.
اقرأ أيضاً: مسارات “حماس” بعد القرار البريطاني بحظرها ومدى جدية القرار
وفي هذا الصدد، لا يُستبعد أن تقوم إسرائيل، حسب ما يهذب إليه أبو السمن، من خلال اختراقاتها الأمنية للعمل الفلسطيني أو من خلال اختراق الجانب الإقليمي والعربي لحركة حماس؛ من خلال العملاء، بتوجيه بعض العناصر للقيام بأعمال عسكرية في مكان ما خارج الأرض الفلسطينية؛ من أجل أن يقوم المجتمع الدولي بمنظومته الكاملة لمواجهة “حماس”.