الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
خبراء لكيوبوست: المحاولة الانقلابية التي جرت في السودان لن تؤثر على سير المرحلة الانتقالية

كيوبوست
في وقت تعثَّر فيه التوقيع على اتفاق المرحلة الانتقالية بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، وقوى الحرية والتغيير، أعلن الفريق أول ركن جمال عمر إبراهيم، عن إحباط محاولة انقلابية على المجلس العسكري في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، مؤكدًا أنه تم توقيف 12 ضابطًا؛ منهم 5 على المعاش، بالإضافة إلى التحفُّظ على 4 من ضباط الصف واستمرار السلطات السودانية في القبض على آخرين متورطين في المحاولة؛ من بينهم قائد المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وجاء الإعلان عن المحاولة الفاشلة بعد ساعات قليلة من تعثُّر التوقيع على الاتفاقية التي تتضمن خريطة للمرحلة الانتقالية وتقاسمًا للسلطة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، والتي تم التوصل إليها بوساطة إفريقية وسط توقعات بتوقيع الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة.
اقرأ أيضًا: اتفاق الفرقاء في السودان.. وعقبات مرحلة ما بعد البشير
وعدَّل المجلس العسكري دعوة وسائل الإعلام، مساء أمس الخميس، من حضور مراسم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق تقاسم السلطة؛ لتكون دعوة لحضور متابعة مراسم تسليم طرفَي المفاوضات نسخة المسودة النهائية على اتفاق المرحلة الانتقالية، في وقت استمر فيه الاجتماع حتى الساعات الأولى من الصباح.
ويتضمن اتفاق تقاسم السلطة، الذي تم التوصل إليه بوساطة إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، إقامة مجلس سيادي يقود المرحلة الانتقالية لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، ويتكون من خمسة عسكريين وخمسة مدنيين، بالإضافة إلى عضو مدني يتوافق عليه الطرفان؛ ليصبح المجموع 11 عضوًا، مع تشكيل حكومة مدنية “حكومة كفاءات وطنية مستقلة” برئاسة رئيس وزراء مستقل.

الوسيط الإفريقي للسودان محمد حسن لباد، أكد في اتصال هاتفي مع “كيوبوست”، أن هناك مؤتمرًا صحفيًّا سيعقده قريبًا؛ للإعلان عن الخطوات القادمة، مشيرًا إلى أنه يفضل الحديث بالمؤتمرات الصحفية؛ تجنبًا لأي تصريحات قد يُساء فهمها، خصوصًا في ظل حرصه على تقريب وجهات النظر وإنجاح الوساطة الإفريقية.
اقرأ ايضًا: إنفوغراف: السودان.. محطات وتواريخ
وكان لباد، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، قد أكد أن الاجتماع جرى في جو أخوي وبناء ومسؤول، مشيرًا إلى أن المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير اتفقا أيضًا على الاجتماع، السبت؛ للدراسة والمصادقة على الوثيقة الثانية، وهي الإعلان الدستوري.
الكاتبة السودانية والناشطة الحقوقية لينا يعقوب، تقول في تصريح أدلت به إلى “كيوبوست”: “إن أثر العملية الانقلابية محدود للغاية على الوضع السياسي في الفترة الحالية؛ كونها ليست الأولى التي يُعلن عنها في فترة قصيرة، بالإضافة إلى أنها على الأرجح محاولة انقلابية في طور النيَّات لا الفعل الحقيقي، وهو ما يعكس حذر المجلس العسكري من أي تحركات”.
وأضافت يعقوب أن مَن تم توقيفهم ليسوا معروفين بالنسبة إلى الشارع السوداني، ولم يتم الإعلان عن أسمائهم، لافتةً إلى أن هناك ضباطًا تم توقيفهم؛ للاشتباه في قيامهم بمحاولة انقلاب سابقة، وتم الافراج عنهم، وهو ما يتطلب من المجلس العسكري مزيدًا من التوضيح حول آليات إحباط محاولات الانقلاب العسكرية، وهوية المتهمين الذين قد يكونون معروفين في أوساط الجيش لا في الأوساط السياسية والشعبية.

الكاتب الصحفي السوداني حسين ملاسي، يقول في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “لا توجد معلومات متوفرة عن تفاصيل الانقلاب أكثر مما أعلن عنه المجلس العسكري الانتقالي في المؤتمر الصحفي”، مشيرًا إلى أن هناك قطاعًا كبيرًا من مناصري الحرية والتغيير يشكك في مصداقية حدوث هذه الواقعة.
وأكد ملاسي أنه لا يوجد أي تأثر لهذه المحاولة على الفترة الانتقالية التي جرى التوافق عليها بين المجلس وقوى الحرية والتغيير، لافتًا إلى أن العلاقة بينهما ستظل متوترة خلال الفترة الانتقالية ولحين التسليم الكامل للسلطة إلى رئيس منتخب.

المحلل السياسي والناشط محمد صالح، أكد أن هذه المحاولة المعلنة هي الثالثة التي يقوم المجلس بالإعلان عنها منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير، في استجابة لمطالب المتظاهرين؛ لكن اللافت في جميع محاولات الانقلاب أنه لا توجد آثار ملموسة للمحاولات الانقلابية، مثل سماع دوي إطلاق نار أو رصد تحركات عسكرية في وقت يأتي الإعلان عن هذه المحاولات بالتزامن مع أحداث فارقة في العلاقة بين المجلس وقوى التغيير.
وأكد صالح أن الشعب السوداني لن يقبل أية محاولة انقلابية على الإطار الديمقراطي الذي يسعى لإقراره من أجل استقرار وبناء دولته، مشيرًا إلى أن الشارع السوداني يأمل في التوصل إلى اتفاق يحقق طموحات وآمال الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها الوطن الآن.

يتفق مع صالح في الرأي الناشط السياسي وليد محمد، الذي يرى أن هناك صعوبة في إجراء أية محاولة انقلابية؛ لأن قوات الجيش منتشرة في الشوارع على وضع الاستعداد، ما يجعل من المستحيل تقريبًا نجاح أية محاولة من هذا النوع، مشيرًا إلى أن الإعلان عن مثل هذه المحاولات يمكن اعتباره بمثابة محاولة من المجلس العسكري لكسب استعطاف الشعب.
وتابع الناشط السياسي بأن هناك اجتماعًا آخر جديدًا سيُعقد “السبت” بين الأطراف المختلفة؛ في محاولة للتوقيع على الاتفاق النهائي في أسرع وقت، منوهًا بأن نقطة الخلاف الرئيسية في الوقت الحالي مرتبطة برغبة المجلس العسكري في إعطاء رئيس المجلس الانتقالي حق الفيتو على القرارات.