الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

إبراهيم لـ”كيوبوست”: صمت دولي مطبق حيال سياسات أردوغان العدائية

في مقابلة مع "كيوبوست" تحدث حبيب إبراهيم -مسؤول منظمة أوروبا لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري- عن الانتهاكات التركية المتواصلة ضد مناطق الأكراد في شمال سوريا

كيوبوست

حبيب إبراهيم

أكد حبيب إبراهيم، مسؤول حزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري “يكيتي” في أوروبا، أن تركيا تواصل سياسة الانتهاكات بحق الأكراد في شمال سوريا، مؤكداً أن هناك عمليات سلب ونهب يقوم بها الإرهابيون المدعومون من أنقرة.

وقال حبيب، في مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، إن القوى السياسية فشلت في التوافق على عقد مؤتمر تعلن فيه مطالب موحدة حتى الآن، مشيراً إلى استمرار الجهود لتحقيق هذا الأمر قريباً.. وإلى نص الحوار…

  • كيف تقيّمون السياسة التركية في التعامل مع الأزمة السورية؛ خصوصاً ملف الأكراد؟

– تسعى السلطات التركية تحت قيادة أردوغان لتحقيق أهداف واضحة منذ 2011 وحتى الآن، مرتبطة برغبتها في سيطرة الجماعات الإسلامية؛ خصوصاً الإخوان المسلمين على مقاليد السلطة، من أجل خلق نظام جديد تابع لها ويحقق ما ترغب فيه، وعندما أخفقت في تحقيق ذلك بدأت في الدفع بالإرهابيين إلى الداخل السوري، وتحركت للسيطرة على المناطق الكردية تحت مسمى مكافحة الإرهاب، ومن تقول إنها تواجههم اليوم هم أنفسهم الذين سُمح لهم بالدخول من الأراضي التركية ما بين 2015 و2016، وحتى قبل شهور قليلة مضت، واليوم أصبحت هناك رغبة تركية في التخلص من الأكراد السوريين في مناطق تمركزهم؛ وهو ما يظهر في الانتهاكات الأخيرة التي نشهدها في عفرين، وباقي المناطق الكردية.

اقرأ أيضًا: القوات المدعومة من تركيا تُطلق سجناء الدولة الإسلامية

  • كيف أثرت هذه الانتهاكات على الحياة في عفرين وما حولها؟

– تتبع تركيا سياسة عدائية ممنهجة ضد الشعب الكردي بشكل واضح، وتعمل على إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة التي تصل نسبة الأكراد فيها إلى ما بين 90 و95%، وهي تريد تخفيض هذه النسبة لتكون 30% فقط من السكان، على أن يتم إجلاء الباقي، واستبدال عائلات الإرهابيين بهم، الذين جرى استقدامهم ويتم العمل على توطينهم في هذه المنطقة بشكل خاص لمحو هويتها، وخلال الفترة الماضية هناك نحو 300 ألف كردي نزحوا من منازلهم في عفرين؛ بسبب الانتهاكات التركية وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي.

  • برأيك ما السبب الحقيقي خلف هذا الصمت الدولي؟

– هناك مصالح لروسيا والولايات المتحدة مع تركيا، والولايات المتحدة غضت النظر بشكل واضح عن التحركات التركية منذ بداية ما أطلقت عليه أنقرة عملية “نبع السلام”؛ وهي في الأصل “نبع الإرهاب”، بسبب المصالح المشتركة بين البلدين.

جنود أتراك بالقرب من الحدود مع سوريا – أرشيف

 

هدف هذه العملية بشكل رئيسي كان قتل أي طموح كردي في تحقيق الاستقرار، والقضية اليوم أصبحت أكبر من أن تكون مرتبطة فقط بالحراك الكردي؛ بل هي تشمل الوضع السوري بشكل عام، خصوصاً بعدما فشلت محاولات جمع القوى الوطنية الديمقراطية لتوحيد صفوفها ومناقشة الأمر والتوصل إلى رؤية مشتركة، والوضع الحالي يتطلب أن يكون هناك دور عربي عاجل من أجل دعم الموقف السوري؛ سواء من خلال الجامعة العربية بشكل مباشر أو عبر التحركات الدبلوماسية للدول العربية الفاعلة دولياً، مثل مصر والسعودية والإمارات؛ لمواجهة الأطماع التركية والإيرانية في المنطقة.

اقرأ أيضًا: العلاقات التركية الضمنية مع المجموعات الإرهابية في شمالي سوريا

  • هل تقومون بتوثيق الانتهاكات التركية؟

– نعمل على هذا الأمر من خلال الأصدقاء والمعارف المقيمين، والحقيقة أن تركيا تتعامل مع ثروات الأكراد بطريقة العصابات؛ فعمليات النهب والسرقة والاستيلاء على الممتلكات، سواء أكانت أراضي زراعية أو منازل، مستمرة؛ بل هناك تجريف متعمد للعديد من الموارد الطبيعية، حتى لا يكون هناك استغلال لها في المستقبل، وهذا الأمر مرتبط بالرغبة التركية في القضاء على الحياة الطبيعية بالمنطقة؛ فهم يدركون أن بقاءهم لن يطول، لذا فهم يتعمدون استغلال الوقت لتحقيق أكبر فائدة مادية، وهو أسلوب تتبعه العصابات حول العالم.

  • ماذا عن الوضع على المستوى الأمني؟

– الوضع الأمني غير مستقر، وكل يوم تحدث إشكالات بين اللصوص على الموارد؛ خصوصاً أن بعض الجماعات الإرهابية لا تحصل على أموال، بل تعمل على تأمين مواردها من الثروات الموجودة بالفعل ويسمح لها بنهبها، وهو ما يدفع عناصر تلك الجماعات للقيام مثلاً بقطع الغابات والأشجار، وتصل الخلافات بينهم أحياناً إلى أخذ رهائن، وتفجير سيارات؛ فهم لا يمتلكون وعياً سياسياً إلى درجة أن الآثار لم تسلم من تدميرهم، لا سيما عندما عجزوا عن سرقتها لتهريبها وبيعها دون تقدير قيمتها التاريخية.

اقرأ أيضًا: مسلحو أردوغان العرب يحولون شمال سوريا إلى منطقة غير آمنة

  •  ما الحل من وجهة نظرك؟

– الحل في المناطق الكردية بسوريا ليس بعيداً عن الوضع السوري بشكل عام، وهو حل يجب أن يكون سياسياً وليس عسكرياً، وأن يتم فرضه على النظام والمعارضة من قِبَل القوى الفاعلة. ينبغي الذهاب نحو كتابة دستور جديد في سوريا، يؤكد الديمقراطية كمبدأ للحكم، ويمنح الحقوق لجميع مكونات المجتمع السوري من دون تمييز؛ فنحن كأكراد ليس لدينا مطالب انفصالية، لكن نرغب في حل قضيتنا، لذا فمن الضروري أن يتضمن الدستور الجديد الاعتراف بالقومية الكردية كثاني قومية في البلاد، ومنح الشعب الكردي حقوقه الأساسية.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة