الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة

أُمي.. قصة طفل قرر معاقبة المسيح!

وسيم جعجع لـ"كيوبوست": الفيلم أقرب إلى تجربتي الذاتية

كيوبوست

إلياس، الطفل المسيحي الصغير الذي يتردد على الكنيسة بانتظام هو نفسه الطفل الذي قرر معاقبة المسيح بسرقة تمثال والدته العذراء مريم الموجود في كنيسة بلدته الصغيرة، وذلك بعد وفاة والدته؛ ليساوم ببراءة الأطفال المسيح، ويطلب منه إعادة والدته إلى الحياة؛ لأنه طفل ولا يزال بحاجة إليها مقابل إعادة تمثال العذراء مريم إلى الكنيسة؛ لتكون بجانب تمثاله.

اقرأ أيضًا: في “Angel Has Fallen” روسيا بريئة من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي

في الفيلم القصير “أُمي” الذي تدور أحداثه بإحدى القرى الصغيرة بلبنان، تفاصيل كثيرة نجح المخرج الشاب وسيم جعجع، في التعبير عنها بإتقان؛ فالطفل الذي لا يشك في تصرفاته أحد يسرق التمثال من الكنيسة بعدما أخبره والده أن والدته ذهبت إلى المسيح؛ لأنه بحاجة إليها، مفسرًا موتها؛ فالوفاة غير المتوقعة للأم المتعلق بها الطفل الصغير تصدمه، ونشاهد حوارات بينه وبين تمثال المسيح الموجود في الكنيسة.

يتصرف الطفل بعنف، يعتقد أنه بإمكانه عبر هذا التصرف إعادة والدته الراحلة إلى الحياة؛ فيحدد مهلة للمسيح من أجل إعادة والدته وإلا سيعاقبه. ومع انتهاء المهلة يقرر معاقبته مجددًا على عدم استجابته للمهلة التي منحها له لكي تعود والدته إليه. وينجح إلياس ببراءته في أن يخفي كل ما يقوم به عن والده الذي لا يعرف مع باقي المترددين على الكنيسة مَن قام بسرقة تمثال العذراء.

يطرح الفيلم أسئلة عديدة بداخل الطفل من دون أن يطرح لها أجوبة؛ بعضها يمكن استنتاج أجوبته والأخرى يمكن لكل شخص أن يجيب عنها كما يعتقد من وجهة نظره؛ فعبر مشاعر كثيرة فياضة لدى الطفل وأجواء من التوتر تسبب فيها الطفل الصغير داخل الكنيسة بسبب تصرفاته، تستمر رحلة الفيلم القصير إلى النهاية.

الفيلم الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان الجونة وفاز بجائزة نجمة الجونة الفضية للأفلام الروائية القصيرة، لديه جولة من المهرجانات سيشارك بها خلال الفترة المقبلة، بينما لم يتحدد موعد عرضه في لبنان سواء في مهرجان للسينما أو داخل أحد المراكز الثقافية.

مخرج الفيلم وسيم جعجع، يقول في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”، إن الفيلم أقرب إلى تجربته الذاتية؛ حيث فقد والدته وهو في عمر السنوات الأربع، وكان لديه عديد من الأسئلة الوجودية التي لا يزال بعضها من دون إجابة حتى الآن، مشيرًا إلى أنه بحكم مولده في قرية لم يكن بها سينما كان يجد في الأفلام التي يشاهدها بالتليفزيون والأعمال الدرامية فرصةً للتعبير عما يدور بداخله.

وسيم جعجع مخرج الفيلم

يوضح وسيم أن أساس نجاح الفيلم هو الطفل، حسب السيناريو؛ ما جعله يبحث عنه في أماكن كثيرة وفكَّر بالفعل في أطفال لديهم تجارب صعبة عاشوها، إلى أن عثر على بطل فيلمه الذي يعيش مع والدته بدار للراهبات، مشيرًا إلى أن الطفل لديه معاناة شخصية صعبة وقبل التصوير كانت هناك استشارات نفسية لتجهيزه للدور.

اقرأ أيضًا: البؤساء.. الدرون توثِّق عنف الشرطة الفرنسية

وأضاف مخرج الفيلم أنه يفضل في اختياراته العمل على قصص حقيقية تعبر عن حياة الأشخاص العاديين؛ وهو ما قدمه في فيلمه، لكونه من مواليد مجتمع ديني مسيحي، ومن ثَمَّ كل ما تضمنه الفيلم شاهده في طفولته، موضحًا أن لديه أصدقاء رجال دين؛ لكن لا يعرف كيف سيستقبلون الفيلم عند مشاهدته مع عرضه في لبنان.

لا يخفي وسيم خوفه من استقبال الجمهور للفيلم عند عرضه أول مرة؛ لكن التصفيق الذي قوبل به جعله يشعر بسعادة كبيرة، معتبرًا أن وجود انتقادات للفيلم أمر طبيعي؛ لأن هناك مَن سيؤيد ومَن سيعارض أية تجربة، لكن المهم أن يكون ذلك عبر نقاش جاد؛ خصوصًا أن الفيلم يعبر عن البيئة التي ينتمي إليها.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة