الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة

أيام قرطاج السينمائية تتنقل بـ7 عروض إلى جمهور السجون التونسية

كيوبوست-تونس

أربعة محاور كبرى ستقوم عليها دورة 2019 لـ”أيام قرطاج السينمائية”؛ وهي الفلسفة العامة التي وضعها نجيب عياد، والتي تقوم على تدعيم الهوية العربية الإفريقية للمهرجان وتدعيم المهرجان كمحطة للقاء بين سينمات الجنوب أو التقدمية أو غير الخاضعة للمنوال والأنماط الإنتاجية والتعبيرية المعروفة والسائدة والمهيمنة، وأن تكون الأيام محورًا في التعامل الصناعي بين سينمات الجنوب والسينمائيين العرب والأفارقة؛ في محاولة لوجود حلول للتوزيع والإنتاج المشترك، هذا بالإضافة إلى “حوارات قرطاج” والمولود الجديد “قرطاج ديجيتال” الذي بعث بهدف الجمع بين الفنانين والمنتجين وصانعي المحتوى والموزعين والمستثمرين ومسؤولي البرمجة في المهرجانات ورواد التكنولوجيا الذين يعملون على اكتشاف أشكال جديدة للسرد والإنتاج؛ من أجل تحقيق جملة من فرص التشبيك والتمويل والتوزيع مع مجموعة من رواد الصناعة الرقمية في العالم، إلى جانب قسم “سينما المهجر” الذي يُعنى بالإبداعات السينمائية الوطنية بالخارج.

وتنتظم دورة 2019 لـ”أيام قرطاج السينمائية”، من 26 أكتوبر الجاري حتى 2 نوفمبر المقبل، متضمنةً عددًا من الأقسام والمحاور الجديدة، حسب ما أعلنته الهيئة المديرة للمهرجان خلال الندوة الصحفية التي عُقدت مؤخرًا، للكشف عن مختلف تفاصيل الدورة الجديدة.

المهرجان يكرّم “عرّابه”

ويكرّم المهرجان في دورته لسنة 2019 “عرّابه” الراحل نجيب عيّاد؛ حيث سيتضمن البرنامج تحية في الافتتاح إلى جانب فعالية التكريم الرسمي يوم الأحد 27 أكتوبر 2019، والتي يتحدث خلالها أصدقاء نجيب عياد عن ذكرياتهم مع الفقيد وأعماله وخياراته الفنية؛ الفكرية والإنسانية.

نجيب عياد

وسيكون من بين المتحدثين عن نجيب عياد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، والمديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري، والمخرجون حمادي عرافة وأمين بوخريص وحسن عليلش، والكاتب أنور الفاني، وحكيم بن حمودة، وليلى طوبال، والسيناريست فريال قلالة، وابن الفقيد أحمد عياد.

وينتظم حفلا الافتتاح والاختتام في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة؛ حيث سيفتتح فيلم “عرايس الخوف” للمخرج نوري بوزيد، الدورة الجديدة، وهذا الشريط الروائي الطويل هو من اختيار المدير العام لـ”أيام قرطاج السينمائية” الفقيد نجيب عياد، وهو من إنتاج مشترك لكلٍّ من عفاف بن محمود”Mésanges Films”، وخليل بن كيران “ليسيا للإنتاج”، وبطولة نور حجري وعفاف بن محمود وجمان ليمام ومهدي حجري وسندس بلحسن وفاطمة بن سعيدان ونعمان حمدة.

ويعود نوري بوزيد إلى الإخراج السينمائي والمشاركة في أيام قرطاج السينمائية بعد نحو 13 سنة؛ حيث كان عرض آخر فيلم له سنة 2006 وحمل عنوان “آخر فيلم” أو “Making Off”، وتوّج بـ”التانيت الذهبي” للمهرجان؛ وهو “التانيت الذهبي” الثاني له بعد فيلمه “ريح السد” سنة 1986.

اقرأ أيضًا: مهرجان الموسيقى العربية يُكَرِّم محمد منير

المهرجان في أرقام

وتستقبل دورة 2019، 674 فيلمًا عربيًّا وإفريقيًّا أُنتجت بين سنتَي 2018 و2019؛ للمشاركة في المسابقات الرسمية، وبلغ عدد الأفلام المبرمجة في مختلف أقسام هذه الدورة سواء أكانت المسجلة على الموقع الرسمي لـ”أيام قرطاج السينمائية” أم التي تم اقتناؤها لعرضها في مختلف الأقسام، 170 فيلمًا. وفي “نظرة خاصة على السينما التونسية”، اختارت لجنة مستقلة 9 أفلام.

بينما تشمل المسابقات الأربع الرسمية 44 شريطًا سينمائيًّا؛ منها 12 فيلمًا في مسابقة “الأفلام الروائية الطويلة”، و12 فيلمًا في مسابقة “الوثائقي الطويل”، و12 فيلمًا في قسم “الروائي القصير”، و8 أفلام في قسم “الوثائقي القصير”.

وسيحلّ على المهرجان 460 ضيفًا؛ من بينهم: هند صبري ودرة زروق وليلى علوي.. وغيرهن من نجوم السينما وصنّاعها.

لجان التحكيم

تتكوَّن لجان التحكيم من 15 سينمائيًّا؛ من منتجين ومخرجين وكتاب سيناريو وممثلين، ويترأس لجنة التحكيم الكبرى المخرج السنغالي الفرنسي آلان غوميز، وتضم في عضويتها المخرج التونسي محمود بن محمود، والسينمائي الياباني فوكادا كودجي، والمخرجة المغربية مريم بنت مبارك، والممثل الجزائري حسان كشاش، والسينمائية الزينبابوية تسيتسي دانغارمبغا، والممثلة اللبنانية ياسمين خلاط.

أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية فيترأسها مدير صندوق “مينا للإعلام” جيروم غاري، ومن بين أعضائها مدير أيام قرطاج السينمائية لسنة 2012 محمد المديوني، والناقدة السينمائية دجيا مامبو، والسينمائي المصري محمد صيام، إلى جانب المخرج جون ماري تينو.

وبالنسبة إلى لجنة تحكيم العمل الأول (جائزة الطاهر الشريعة)، فيترأسها المنتج الفلسطيني السويدي ومدير مهرجان “مالمو للسينما العربية” محمد قبلاوي، وتضم كلًّا من الممثلة والمنتجة التونسية أنيسة داود، والسينمائي جويل كاركازي.

عروض سينمائية في السجون

وتعتبر “أيام قرطاج السينمائية” في السجون فرصة لقاء بين صناع الفن السابع والمساجين؛ للنقاش والتفاعل حول الأثر السينمائي؛ إيمانًا بحق نشر الثقافة السينمائية التي هي حلم وطموح وتفكُّر. وهي بادرة أطلقها المخرج إبراهيم اللطيف، سنة 2015، حين تولَّى إدارة الـ”جي سي سي”، وشدَّت هذه الفعالية المهتمين بالشأن الفني والثقافي ومكونات المجتمع المدني إلى خصوصية التجربة واستثنائيتها.

ليواصل الراحل نجيب عياد، بدوره، دعم هذه البادرة خلال توليه الإدارة العامة لـ”أيام قرطاج السينمائية” للدورات الثلاث الأخيرة. وفي نسختها الخامسة تحط 7 أفلام في 7 وحدات سجنية؛ وهي: السجن المدني في المرناقية، والسجن المدني في صوّاف، والسجن المدني في القصرين، والسجن المدني في برج الرومي، والسجن المدني في المسعدين، ومركز الإصلاح في سيدي الهاني، والسجن المدني في منوبة؛ وذلك بالشراكة مع الإدارة العامة للسجون والإصلاح والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، مكتب تونس.

شيراز العتيري المديرة العامّة للمركز الوطني للسينما والصورة

وترى شيراز العتيري، المديرة العامَّة للمركز الوطني للسينما والصورة، في تصريح خاص أدلت به إلى “كيوبوست “، أن هذا القسم من “أيام قرطاج السينمائية” هو الطابع الإنساني في فلسفة وروح “أيام قرطاج السينمائية”، مؤكدةً أنه مهرجان يعطي حق المواطن في الثقافة أينما وجد خارج السجن أو داخله.

وأشارت العتيري إلى أن السجن هو واقع اجتماعي وظروف فُرضت على السجين، والبادرة هي مساهمة متواضعة من المركز الوطني للسينما والصورة؛ لتمكين السجين من فرصة لإعادة العلاقة مع الحياة خارج السجن ولو عبر الصورة أو الأفلام، ومن الممكن أن تكون هذه الأفلام فرصةً له لتفجير طاقة إبداعية في داخله يجهلها، كما بالإمكان الكشف عن مواهب من بين السجناء.

وأوضحت المديرة العامَّة للمركز الوطني للسينما والصورة أنه ليست هناك معايير خاصة للجمهور داخل السجن، وهو أيضًا جمهور “أيام قرطاج السينمائية”. اختيار الأفلام كان واضحًا وفضَّلنا أن يكون النصيب الأكبر للأفلام التونسية؛ لإعطاء فرصة أكثر للسجين لرؤية الحياة خارج السجن، إذ يمكن أن يجد ما يربطه بالواقع الخارجي؛ مما يوطّد علاقته بعالمه خارج الزنزانة. كما نجد الأفلام العربية من مصر ولبنان. كما أكَّدت العتيري حرص إدارة المهرجان على أن لا يكون هناك إقصاء أو رقابة على الأفلام أو فلسفة أخرى سوى أن هذه الأفلام مبرمجة ضمن المسابقة وخارج المسابقة.

اقرأ أيضًا: جينيفر لورانس.. مسيرة حافلة في سن صغيرة

وسيكون افتتاح العروض يوم الأحد 27 أكتوبر 2019، بفيلم “عرايس الخوف” للمخرج نوري بوزي، بالسجن المدني في المرناقية، ويليه عرض كلٍّ من فيلم “فتح الله TV” بالسجن المدني في برج الرومي، وفيلم “عالعارضة” لسامي التليلي بالسجن المدني في صوّاف، وفيلم “صباح الخير” لبهيج حجيج بالسجن المدني في القصرين، وفيلم “مبروك حبيب” لسنتيا صاوما في مركز الطفولة الجانحة بسيدي الهاني، وفيلم “لما بنتولد” لثامر عزت بالسجن المدني في المسعدين، في حين سيكون الاختتام يوم الإثنين 2 نوفمبر، مع عرض فيلم “فترية” لوليد الطايع بالسجن المدني في منوبة.

وتعمل الإدارة العامة للسجون والإصلاح على مضاعفة عدد الحاضرين من المساجين لهذه العروض؛ حيث سينتفع بهذه العروض المباشرة 2400 سجين، إلى جانب أكثر من 6000 سجين داخل الوحدات السجنية؛ وذلك عبر الشاشات العملاقة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة