فلسطينيات

أولى بوادر تمرير “صفقة القرن” الاقتصادية عبر حماس: محطة كهربائية لغزة

الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن لين في المواقف الإسرائيلية تجاه حركة حماس!

كيو بوست – 

“إسرائيل تنوي بناء محطة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية داخل حدودها، لتزويد قطاع غزة بالطاقة الكهربائية النظيفة”.

هذا ما نقله تلفزيون “مكان” الإسرائيلي، عن رئيسة اللجنة البرلمانية الفرعية للطاقات المتجددة، ياعيل كوهين باران، عضو الكنيست من المعسكر الصهيوني، بخصوص حل مشكلة الطاقة التي يعانيها سكّان القطاع.

اقرأ أيضًا: مباحثات حمساوية-إسرائيلية في السويد لتمرير “صفقة القرن”

جاءت هذه الخطوة الإسرائيلية، بعد أن رفضت مصر إقامة محطة لتوليد الكهرباء في سيناء، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن القاهرة ترفض إنشاء المحطة داخل أراضيها طالما لم تستلم السلطة الفلسطينية السيادة على القطاع.

مراقبون ربطوا بين الخطوة الإسرائيلية، والحديث الدائر مؤخرًا في الصحافة الإسرائيلية، بأن دولة الاحتلال بصدد عقد تفاهمات منفردة مع حكومة حماس في القطاع، بعد تسريبات فيما يخص إجراء مفاوضات مباشرة ومنفردة مع إسرائيل، من أجل التفاوض على الأمور الاقتصادية، دون أي مطالب سياسية قد تقدمها الحركة بخصوص القضية الفلسطينية.

التفاوض حول الأمور الاقتصادية وإهمال السياسية، حذر منها بالسابق قياديون فلسطينيون، فقد حذّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.صائب عريقات، من أن أية تسوية اقتصادية يقوم بها جاريد كوشنر في إطار خطة “صفقة القرن” المرفوضة فلسطينيًا، لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن القطاع، ستكون من أجل تثبيت الانقسام، وسيلغي المشاكل السياسية لصالح الاقتصادية.

الرفض الفلسطيني الرسمي لخطة كوشنر، تمثل برفض الرئيس محمود عباس مقابلته شخصيًا أو الجلوس معه أثناء زيارته الأخيرة للشرق للأوسط. وهو ما أغضب كوشنر وهدد به في لقاء له مع جريدة القدس قائلًا بأن “صفقة القرن” ستتم من دون أخذ رأي القيادة الفلسطينية.

فيما أكدّت تصريحات كوشنر لوسائل الإعلام بأن خطته للسلام، ستُحسّن الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في قطاع غزة، وهو يمثل من وجهة نظر فلسطينية، دعوة أمريكية وإسرائيلية لتثبيت حكم حماس في غزة، ولتثبيت الانقسام الذي استمر منذ 2006.

 

السلام الاقتصادي

الرفض المصري ورفض السلطة الفلسطينية لإجراءت إسرائيل من أجل تثبيت الانقسام، وأيضًا رفض القاهرة إنشاء محطة للطاقة في أراضيها، حدا بإسرائيل للقيام بتلك الخطوة منفردة، أو بحسب تسريبات إعلامية بتنسيق مع حماس.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اجتماعات سرية تتم في السويد، وبرعاية قطرية، تهدف لتمرير صفقة القرن عن طريق الجانب الحمساوي، بعد أن رفضها الجانب الفلسطيني الرسمي.

يكون الهدف من تلك الخطط، بناء ميناء لغزة، يكون في جزيرة قبرص وتحت إشراف إسرائيلي، لتوريد البضائع إلى القطاع. وتكمن خطورة تلك الخطوة بحسب مراقبين للشأن الفسليطيني، بأنه سيعامل كلًا من غزة والضفة على حدا، وستكون الأراضي الفلسطينية بلا قيادة موحدة، ومعزولة جغرافيًا، مما يضعف القرار الفلسطيني، ويقوي مركز إسرائيل في معاقبة الطرفين، وشطب حكم الدولة الفلسطينية الموحدة والمستقلة.

وهو ما شدد عليه كوشنر في لقائه مع صحيفة القدس عندما وصف الفلسطينيين بأنهم “منقسمون، فهم غير مرتبطين بحكومة أو بأرض”، ولذلك فمن وجهة نظهره تبقى الحلول الاقتصادية هي المفيدة للفلسطينيين!

وحاول كوشنر طول سطور المقابلة الصحفية مع جريدة القدس، التهرب من الإجابة عن سؤال حول الحل السياسي، وانصبت إجاباته جميعها حول الرؤية الاقتصادية، لتحسين أوضاع الناس، بدلًا من إيجاد حالة من الاستقلال عن الاحتلال.

 

رسائل حمساوية لإسرائيل

بالإضافة للمباحثات السرية في السويد، أرسلت حماس في الفترة الأخيرة رسائل عدة لدولة الاحتلال، توشح فيها استعداداها للتعامل معها، فقد صرّح القيادي عزيز دويك، في مقابلة مع وسيلة إعلامية مقربة لحماس، بأنه سيكون الرئيس القادم في حال أصبح منصب الرئيس شاغرًا. وهو ما فسره مراقبون على أنه استعداد الحركة لتأخذ بزمام المفاوضات في حال وفاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

كما وقد صرّح القيادي موسى أبو مرزوق وأفتى بشرعية أن تقوم حماس بالمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لتحقيق متطلبات الحركة.

وهو ما وافق عليه خالد مشعل في وقت سابق، ضاربًا أمثلة من التاريخ الإسلامي لتحليله شرعيًا، فقد صنف مراقبون تلك الرسائل الحمساوية على أنها رسائل سياسية، تثبت نية الحركة لاستعدادها للتفاوض مع دولة الاحتلال.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة