ثقافة ومعرفةمجتمعملفات مميزة
أوكسفام: 82% من الثروة تتركز في يد 1% من الأثرياء
4 أيام تكفي للحصول على كل ما يجمعه العمال البنجلادشيون طيلة حياتهم!

كيو بوست –
في تقرير صادم، كشفت منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية أن حوالي 82% من الثروة في العالم تتركز في أيدي 1% من أثرياء العالم، وهذا يعادل ما يملكه 50% من الفقراء على وجه الأرض. وجاء تقرير أوكسفام هذا وفقًا لدراسة أعدتها المؤسسة قبل انطلاق أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بمشاركة حوالي 70 رئيس دولة ورئيس وزراء، و340 من كبار الساسة والمسؤولين في العالم.
وبينت إحصائيات المنظمة أيضًا أنه في الوقت الذي ترتفع فيه ثروة الأغنياء، لم يشهد 3.7 مليار فقير في العالم أي زيادة على ممتلكاتهم المالية، الأمر الذي يظهر أن النظام الاقتصادي عمل على زيادة ثروات النخب الغنية بشكل كبير، في حين أن مئات الملايين من الناس يكافحون للخروج من دائرة الفقر بدون جدوى.
وبينت أوكسفام أنه منذ عام 2010، زادت ثروة الأغنياء بمعدل 6 مرات أسرع من أجور العمال العاديين الذين شهد معدل أجورهم نموًا بنسبة 2% فقط. وأضافت المنظمة، أنه لشدة قلة أجور العاملين فالأمر يحتاج من رئيسٍ تنفيذي لإحدى الماركات العالمية، إلى 4 أيام فقط حتى يحقق ما يكسبه العمال البنجلادشيون طوال حياتهم، أثناء عملهم بمصانع الملابس. في حين يحتاج الأمر من رئيس تنفيذي في الولايات المتحدة إلى يوم واحد لكسب ما يحصله العامل العادي في غضون عام كامل.
وبينت المنظمة أن السبب الرئيس في هذه الفجوة، هو تقديم المكافآت إلى رؤساء الشركات والمساهمين على حساب أجور العمل، بالإضافة إلى تآكل حقوق العمال، والتأثير المفرط للأعمال التجارية على صنع القرار الحكومي، وقيام الشركات بحملات لتقليل التكاليف الاستهلاكية وأجور العمال، لتحقيق أقصى قدر من العائدات.
اضطهاد حقوق العاملات
بينت المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام الدولية ويني بيانيما، أن الازدهار الذي حققه الأثرياء في العالم يدل على شيء واحد فقط، هو فشل الاقتصاد العالمي؛ فالعمال الذين يقومون بصنع الملابس التي نرتديها، والهواتف التي نستخدمها، يجري استغلالهم لضمان صنع سلع رخيصة الثمن، من أجل تضخيم أرباح الشركات والمستثمرين، الذين تقدر أموالهم بالمليارات.
أما عن النساء العاملات فقالت بيانيما، إن النساء غالبًا ما يجدن أنفسهن أقل أجرًا من الرجال، وفي أجواء عمل أقل أمانًا من أجواء عمل الرجال، وهذا ما يوضح السبب في أن 9 من كل 10 مليارديرات في العالم هم من الرجال.
ودعت بيانيما الحكومات إلى ضرورة ضمان حقوق العاملين كافة، وليس فقط الأغنياء منهم.
تقول بيانيما: “إن أوكسفام تحدثت إلى جميع النساء في العالم، اللواتي يعانين من عدم المساواة، إلى النساء في مصانع الملابس الفيتنامية اللواتي يعملن بعيدًا عن منازلهن، ولا يستطعن رؤية أطفالهن لأشهر كاملة، والنساء اللواتي يعملن في صناعة الدواجن في الولايات المتحدة، اللواتي يضطررن إلى ارتداء “الحفاضات” لأنهن يحرمن من الذهاب إلى المراحيض”.
خطوات إصلاح أوضاع العاملين
ولإصلاح الأوضاع الاقتصادية وظروف العاملين العاديين تدعو المنظمة أولًا، إلى الحد من عائدات المساهمين والرؤساء التنفيذيين، وضمان حصول جميع العمال على الحد الأدنى من الأجور، ليتمكنوا من العيش بكرامة. ففي نيجيريا مثلًا ينبغي مضاعفة الحد الأدنى للأجور 3 مرات لضمات مستويات معيشة لائقة للسكان.
وثانيًا، تدعو المنظمة إلى سد الفجوة في الأجور ما بين الجنسين، وحماية حقوق العاملات من النساء، فبناءً على الأرقام الحالية يحتاج الأمر إلى 217 سنة لسد الفجوة في الأجور، وفرص العمل، ما بين الرجل والمرأة.
وتدعو المؤسسة أيضًا إلى ضمان أن يدفع الأثرياء نصيبهم العادل من الضرائب، بالتزامن مع زيادة الانفاق على الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم.