الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
أوروبا تواجه صعوبات في التعامل مع المدارس الإسلامية
إحصائيات تؤكد أن ما لا يقل عن نصف المدارس القرآنية المستقلة في هولندا يديرها سلفيون.. والأمر لا يقل خطورة في دول أوروبية مجاورة

كيوبوست- ترجمات
أبيجيل آر إسمان
نشرت صحيفة “ألجماينر” مقالة حول المشكلات التي تواجهها بعض الدول الغربية مع المدارس الإسلامية؛ حيث يُخشى من أنها تُسهم في نشر التطرف وتقليل اندماج الشباب المسلم في المجتمع.
في خطوة تهدف إلى معالجة هذه المشكلة، اقترح دينيس فيرسما، وزير التعليم الهولندي، قانوناً جديداً يتيح للحكومة الإشراف على هذه المدارس.
أثار هذه القضية تقرير نشرته صحيفة “إن آر سي” الهولندية، وجد أن ما لا يقل عن نصف المدارس القرآنية المستقلة في الدولة يديرها سلفيون. السلفيون عموماً يرفضون جميع جوانب الحياة الغربية الحديثة؛ بما في ذلك العلمانية والدول السياسية العلمانية.
اقرأ أيضًا: دراسة بحثية: تنامي القلق من نفوذ التيارين السلفيين الجهادي والسياسي في هولندا
وفقاً للتحقيق، أشاد المعلمون في هذه المدارس بالأنظمة القانونية القائمة على الشريعة، وناشدوا الأطفال الابتعاد عن “الأعداء” (المثليين وغير المسلمين)، ورفض الثقافة الغربية (وبالتالي الهولندية) تماماً.
في الآونة الأخيرة، تعرَّضت المدارس الابتدائية الإسلامية أيضاً إلى انتقادات؛ ليس فقط لنشرها الأفكار الإسلامية المتطرفة والخطاب المعادي لليهود، ولكن لفشلها في تلبية متطلبات التعليم القياسية وحظر أنشطة؛ مثل الموسيقى والرقص والفن.

ولكن على الرغم من كل هذا؛ أظهر زملاء فيرسما تردداً في الموافقة على مشروع القانون المقترح. ويقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث والنقاش؛ ليس فقط حول التهديد الإسلاموي، ولكن في جدوى المقترح. هل مثل هذا القانون ديمقراطي، أم أنه يتيح للحكومة تحديد كيفية تربية الآباء لأطفالهم؛ ما يُعد انتهاكاً محتملاً لحرية التعبير؟
وهنا، تجدر الإشارة إلى أن مشكلة التطرف في مدارس القرآن وفي المدارس الإسلامية لا تقتصر على هولندا فحسب؛ إذ يواجه المسؤولون في السويد وفرنسا وبلجيكا والنمسا والمملكة المتحدة وأماكن أخرى مواقف مماثلة، وكلها تهدد بتشكيل ثقافة وأيديولوجيات جيل جديد كامل من مسلمي أوروبا.
اقرأ أيضًا: كيف بدأت فنلندا حربها ضد الأخبار المضللة في المدارس الابتدائية؟
ولكن في حين يتردد المسؤولون الهولنديون، تتخذ السويد إجراءات أكثر صرامة. منذ 2019، أجبرت السلطات على إغلاق 17 مدرسة إسلامية، نتيجة وجود مخاوف تتعلق بقيادة الإخوان المسلمين هذه المدارس والجهود المبذولة لتطرف الطلاب.
ومع ذلك، وكما هي الحال في هولندا، تواجه هذه الحجج مقاومة قوية؛ حيث يرى أحد الوزراء أنه لا يمكن “الحد من حرية التعليم”. وأشار آخرون إلى أن إغلاق أو حظر مثل هذه المدارس التي تستوفي المتطلبات التعليمية والإدارية القانونية، يثير مشكلات أخلاقية.
لا شك أن بعض الاعتراضات التي تُثار في بلجيكا وهولندا وأماكن أخرى؛ لها ما يبررها، لكنها تشير إلى المعضلة التي يجبرنا هذا التطرف على مواجهتها في كل حالة: وهي أن الديمقراطية نفسها يمكن أن تكون في بعض الأحيان أحد أكبر التهديدات للديمقراطية.
المصدر: “ألجماينر“