الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

أوروبا ترفع البطاقة الحمراء في وجه تركيا بسبب حقوق الإنسان

ناقشت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تقريراً عن انتهاكات النظام في أنقرة لحرية الرأي والتعبير وسجن برلمانيين رغم حصانتهم القانونية

كيوبوست

على الرغم من المحاولات التركية المستمرة لإعادة صياغة العلاقات مع أوروبا في الفترة الأخيرة ومحاولة تسوية الخلافات مع جيرانها الأوروبيين؛ فإن الانتقادات الأوروبية للنظام التركي ووضع حقوق الإنسان فيه لم تتوقف، وكان آخرها مطالبة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الحكومة التركية بضرورة توفير الحماية والحرية للسياسيين المعارضين في التعبير عن آرائهم.

اقرأ أيضًا: تدريب الأئمة.. زوبعة توتر العلاقات بين ألمانيا وتركيا

وخلال اجتماعاتها الدورية في ستراسبورغ، ناقشت الجمعية تقريراً عن المحاكمات التي تُجرى للسياسيين الأتراك؛ عقاباً على تصريحاتهم، وكان آخرها حملة الاعتقالات التي طالت نواب حزب الشعوب الديمقراطي المعارض والأحكام التي صدرت بحق نوابه، على الرغم من تمتعهم بالحصانة القانونية باعتبارهم نواباً برلمانيين.

الاحتجاجات في شوارع تركيا ضد قرار الانسحاب من «اتفاقية إسطنبول» لحماية المرأة (رويترز)

سجناء رأي

وقال النائب الليتواني بوريس ليونيدوفيتش تسيليفيتش، في تقريره الذي قدمه إلى الجمعية، إن هناك زملاء برلمانيين أتراكاً تعرضوا إلى السجن بسبب تصريحاتهم خلال عضويتهم البرلمانية؛ وهو ما يتعارض مع القيم الأوروبية، والحق في حرية التعبير، مشيراً إلى مواقف مماثلة في إسبانيا على خلفية دعوات الانفصال في إقليم كتالونيا.

تترقب الدول الأوروبية التصرفات التركية مع المعارضين بالداخل- وكالات

 

 

محاسبة على الرأي

وفي مداخلته أمام الجمعية، أكد النائب الليتواني بوريس ليونيدوفيتش تسيليفيتش، أن المحاكم التركية تعطي فكرة دعم الإرهاب تفسيراً واسعاً للغاية، معتبراً أن الأحكام بحق السياسيين المعارضين الأتراك؛ لا سيما من حزبي الشعوب الديمقراطي والشعب الجمهوري غير مقبولة، في ظل سحب الحصانة البرلمانية من النواب؛ لتوجيههم أسئلة برلمانية إلى الحكومة.

أردوغان يخشى من جيل الشباب في تركيا- “دويتشه فيله”

وطالب عضو الجمعية بضرورة الدعوة إلى المصالحة والتسوية بدلاً من الاستخدام القاسي للعقوبات الجنائية للتعامل مع القضايا السياسية الحساسة والاحترام الكامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان.

اقرأ أيضًا: القمع التركي.. العابر للحدود

إبراهيم كابان

تركيا تحولت إلى سجن كبير للمعارضة، حسب الباحث الكردي ومدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات إبراهيم كابان، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن هناك تحركات تستهدف المعارضة؛ خصوصاً الأكراد، سواء في الأحزاب أو حتى السياسيين والمثقفين وأساتذة الجامعات والطلبة، مع تزايد الانتهاكات وغياب الحريات العامة والممارسات الديمقراطية؛ وهو أسلوب ممنهج من النظام الحاكم بعدما استطاع حزب العدالة والتنمية وشريكه المتطرف حزب الحركة القومية، تحويل البوصلة داخل المجتمع التركي.

وأضاف أن النظام عمد إلى تصفية المعارضة داخل البرلمان بتهم الإرهاب والانتماء إلى جماعات وأحزاب يعتبرها إرهابية؛ وهو ما جعل المعارضة في الداخل التركي تشبه الجحيم، مشيراً إلى أن ما ذكرته الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا لم يكن جديداً، في ظل رصد الإعلام الغربي حجم الانتهاكات الكبيرة التي تحدث يومياً في الداخل التركي، وانعكاساته على الأوضاع الأمنية.

 اقرأ أيضًا: إعلاميو الإخوان يفقدون آخر معاقلهم في تركيا.. وأنقرة تحظر أنشطتهم بالكامل

وأكد أن تحجيم المعارضة والزج بها في السجون بات نهجاً يسير عليه النظام التركي بشكل واضح بعدما دخل مرحلة الديكتاتورية الشاملة التي وصلت إلى درجة التصفية الجسدية للمعارضة، من أجل وقف أية معارضة داخلية، وهو ما تعزز في جميع المجالات بعد تمثيلية محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 التي استخدمت كذريعة لتصفية المعارضين.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة