الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
أهل السنة في طهران: عيد بلا مساجد لإقامة الصلاة
السلطات الإيرانية تحرم مليون سني في طهران من إنشاء المساجد

كيو بوست –
مع احتفال المسلمين في كل أرجاء العالم بعيد الأضحى المبارك، وتوجههم لأداء صلاة العيد في المساجد والمصليات، إلا أن أهل السنة في إيران ما زالوا يعانون الاضطهاد من قبل السلطات، خصوصًا في العاصمة طهران، التي يطمح أهل السنة فيها -يصل عددهم إلى قرابة المليون نسمة- إلى الحصول على حقهم في بناء مسجد يتمكنون من أداء الصلوات فيه، لاسيما صلوات الجمعة والعيدين.
فرغم المطالبات المستمرة بإنشاء مسجد لأهل السنة في طهران، إلا أن السلطات الإيرانية ما زالت تتجاهل حقهم الذي ضمنه لهم الدستور الذي ينص في مادته رقم 12 على احترام أتباع المذاهب الأخرى، التي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي، والاعتراف بهم، وأعطى أتباع هذه المذاهب مجموعة من الحقوق، منها: حرية أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم.
رئيس كتلة نوّاب أهل السنة في البرلمان الإيراني الدكتور جليل رحيمي جهان آبادي، أشار في مايو/أيار الماضي إلى مطالبة أهل السنة بمسجد جامع في العاصمة طهران، متابعًا: يريد أهل السنة أن يكون لهم مسجد في العاصمة لأداء الصلاة فيه.
وصرّح في مقابلة له مع وكالة إيلنا الإخبارية: “بصفتنا أهل السنة، لنا مشكلات أساسية. المشكلة الأولى لنا في حق العبادة وبناء المساجد في المدن أو المناطق التي يعيش فيها أهل السنة، لا سيما مدينة طهران، نطالب ببناء مسجد جامع ومكان لإقامة الصلاة”، لافتًا إلى وعود الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء حملته الانتخابية، التي تضمنت تعديل الدستور الإيراني الذي يحظر أهل السنة من الترشح للرئاسة، وضمان الحريات الدينية، ليتمكن أهل السنة من إقامة صلواتهم فى أي مكان دون مضايقات أمنية، بالإضافة إلى الاستفادة من الطاقات السنية في المناصب العليا في الحكومة والمحافظات، والتعامل مع جميع المواطنين بعيدًا عن الاعتبارات الأيديولوجية والمذهبية.
وكان عضو مجلس بلدية طهران محمد جواد حق شناس، قد دعا إلى ضرورة بناء مسجد لأهل السنة في العاصمة الإيرانية. وقال في تغريدتين نشرهما على حسابه في موقع “تويتر”، في مايو/أيار الماضي إن “وجود مسجد لائق يتناسب مع مواطنين من الأكراد والبلوش في عاصمة جمهورية إيران الإسلامية ليس مطلبًا كبيرًا”.
وأضاف شناس: “يوجد في شارع 30 يوليو، وعلى مسافة قريبة، مسجد وكنيسة وکنیس یهودي ومعبد للزرادشتيين جنبًا إلى جنب، والأجدر أن نكون رحماء بإخواننا في الدين (في إشارة إلى أهل السنة)”.
وتابع شناس، وهو أيضًا رئيس سابق للإدارة السياسية في وزارة الداخلية: “يوجد أكثر من ثلاثة آلاف مسجد في طهران، ولعدم الشعور بالتمييز، يجب توفير مساجد في العاصمة للمواطنين السنة”.
ومضى المسؤول الإيراني قائلًا: “اليوم توجد مساجد للشيعة مع الخطباء في مناطق الأغلبية السنية، مثل كردستان، بلوشستان، صحراء التركمان، جزيرة قشم، وبندر لنجة”.
وفي يوليو/تموز الماضي، وجّه إمام أهل السنّة في مدينة زاهدان عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران الشيخ عبدالحميد، رسالة إلى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، يناشده بالتوسّط لرفع “الغبن” عن السنّة في إيران، ووَرَدَ في الرسالة أن “الاستبداد والقمع وعدم الاهتمام بالمطالب المشروعة للشعوب، وإهمال تأسيس حكومات شاملة، من أبرز أسباب المشكلات في إيران”.
وتطرّق إلى أوضاع أهل السنّة في إيران بعد ثورة عام 1979، شاكيًا من “تمييز طائفي شديد، وغياب الحريات الدينية، وعدم توظيف نخب أهل السنّة في المناصب العامة، وعدم التوازن في الاستخدامات بين الشيعة والسنّة في المناطق السنّية”.
وأشار إلى “منع السنّة من تشييد جامع في طهران، ومن إقامة صلاة الجمعة والعيدَين في طهران وسائر المدن الكبرى”، لافتًا إلى “عدم تنفيذ مرسوم المرشد (علي خامنئي) في شأن إزالة التمييز بحقهم، حتى في المؤسسات التي تنشط تحت إشرافه”.
وذكر عبد الحميد أن “المسؤولين الإيرانيين يبرّرون هذا التقصير بتعرّضهم لضغوط ومضايقات”، مناشدًا السيستاني بالتدخل ومحاولة إزالة معاناة أهل السنّة في إيران، وإنهاء أزمة طالت 4 عقود.
توزيع أهل السنة في إيران
20 مليون سني من مجموع سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة هم من السنة، يقطن أغلبهم في المحافظات الحدودية من البلاد، يتمركزون في محافظات خراسان في شمال شرق إيران بجانب الحدود التركمانية والحدود الأفغانية، وتركمن صحراء التي تقع في شمال إيران، ومحافظة بلوشستان في جنوب شرق إيران، وكردستان غرب إيران، بالإضافة إلى طوالش وعنبران غرب بحر قزوين، وبندر عباس على ساحلي الخليج العربي وبحر عمان، وبوشهر بالقرب من حدود العراق والخليج العربي، وفارس وتمثل مناطق عوض وكله دار وخنج وفيشور، ومحافظة أردبيل وتحديدًا في ضواحي منطقة خلخال.
ويعتبر الأكراد الأغلبية السنة، ويتركزون في منطقة كردستان الإيرانية التي تمتد من مدينة قصر شيرين شمال منطقة الأحواز إلى الحدود الأرمينية، وذلك بامتداد الحدود التركية.
شواهد على حالات الاضطهاد والتمييز
ولا يزال المسلمون السنة في إيران يعانون من الكثير من حالات الاضطهاد والتفرقة في المعاملة بينهم وبين بقية الشعب الإيراني، حيث يتعرض أئمة السنة في المساجد لمراقبة كبيرة من الحكومة بهدف عدم إعطائهم الحرية في التحدث خلال الخطب، والحرص على عدم خروج الإمام عن الخطوط الحمراء، بالإضافة أن هناك عددًا من كبار الأئمة السنة من أصحاب الاتجاهات المختلفة تم إعدامهم أو سجنهم في إيران.
وأبرز هؤلاء، حسب موقع ساسة بوست، هم الشيخ أحمد مفتي زاده الذي توفي بعد 10 سنوات من سجنه، والشيخ أحمد ميرين البلوشي الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا ولا يزال في محبسه حتى يومنا هذا، والشيخ محيي الدين الذي تم سجنه ثم نفيه إلى بلوشستان، والشيخ نظر محمد البلوشي العضو السابق بالبرلمان الذي تم اتهامه بأنه جاسوس للعراق ولإسرائيل، ويعيش حاليًا تحت الحراسة.