الواجهة الرئيسيةصحةمقالاتيوميات إيطاليةيوميات كورونا
أنا سارة من ميلانو أكتب لكم يومياتي من الحجر الصحي 38
ما اعتقدناه عدواً قصيراً لمسافة 100 متر اتضح أنه ماراثون

سارة برزوسكيويتش
26 أبريل
منذ نحو 60 يوماً بدأنا حالة الإغلاق العام، وقتها دخلت هذه المرحلة بقدر من النشاط؛ نتيجة الأدرينالين الذي يتم إفرازه عندما يقع حدث غير مسبوق. كنت جزءاً من حالة سادت بين الإيطاليين من فرط النشاط الجماعي، كنا نمضي خلف موجة التفاؤل؛ لأننا كنا نعتقد أنها فترة تضحية مؤقتة ومحدودة جداً. ظننا أنه عدو قصير لمسافة 100 متر، صعب ولكنْ سريع.
في تلك الحالة الأولية المفرطة النشاط، غنَّينا على الشرفات، ونظفنا المنزل بأكمله، وأزلنا الفوضى من فضاءاتنا وتفاعلاتنا الاجتماعية، وبدأنا نتواصل فقط مع الأشخاص الذين افتقدناهم حقاً. كنا نكرر يومياً شعار “كل شيء سيكون على ما يرام” بشكل دائم.

لقد كنا أقوياء ومصممين، وسلمنا بأن الكثير من الأشياء التي اعتبرناها ذات يوم أولويات ليست بهذه الأهمية أمام هشاشتنا البشرية التي أُعيد اكتشافها. لكن الإغلاق أصبح أطول وأطول، والأهم من ذلك أدركنا أن الحياة “لن تعود ببساطة إلى طبيعتها” بمجرد السماح لنا بالخروج، على الأقل ما دام لا يتوفر لقاح.
كنا نظن أنه عدو قصير لمسافة 100 متر؛ لكن اتضح أنه ماراثون طويل. كنا مستعدين لجهد محدود للغاية، وبالتالي كانت الطاقة المتاحة محدودة أيضاً، ولما أصبح الإغلاق ماراثوناً أصبحنا نشعر بضيق النفس وغير متأكدين من المستقبل.
اقرأ أيضًا: بين ألمانيا وأيسلندا وتايوان: ماذا نتعلم من القيادات النسائية في إدارة أزمة كورونا؟
أنا لست خبيرة؛ ولكنني متأكدة تماماً أن بعض القراء تنتابهم المشاعر نفسها. من هنا -من إحدى بؤر الوباء- ليست لديًّ بصراحة نصائح كبيرة. لكن كل ما يمكنني قوله لكم هو أن لا تعتقدوا أبداً أنكم لا تفعلون شيئاً أو أنكم عاجزون عن فعل شيء: البقاء في المنزل الآن ومساعدة بلدكم على العودة إلى المسار الصحيح في وقت لاحق، واحترام التدابير الجديدة، والقيام بمسؤولياتكم الاجتماعية، تعني أنكم تقومون في واقع الأمر بالشيء الكثير.
كاتبة إيطالية
لمطالعة النسخة الإنكليزية: Diary from Quarantine 38 – We thought it was a 100-meter sprint It is actually a marathon 324 words
لقراءة اليوميات السابقة يُرجى الضغط على هذا الرابط