الواجهة الرئيسيةصحةمقالاتيوميات إيطاليةيوميات كورونا
أنا سارة من ميلانو أكتب لكم يومياتي من الحجر الصحي 37
الاحتفال بيوم التحرير في الحجر الصحي

سارة برزوسكيويتش
25 أبريل
احتفلت إيطاليا بذكرى التحرير من المحتل النازي، التي تُصادف 25 أبريل 1945. قبل 75 عاماً تدفق ملايين الأشخاص إلى شوارع ميلانو وروما وتورينو والمدن الصغيرة، وهم يغنون “بيلا تشاو”؛ أغنية التحرير لـ”البارتيجياني”؛ أي المناضلين من أجل الحرية الذين قاوموا الغزاة.
لطالما كانت هذه الاحتفالية يوماً مهماً لأسرتي. ودون أن يكون هناك احتفالات محددة، كنا فقط نتذكر المناسبة المبهجة من جانب، والتي تدعو إلى القلق من جانب آخر؛ فعام بعد عام كان عدد مَن عاصروا هذه الأحداث ويتذكرونها من الإيطاليين يتقدمون في العمر، ويقلّ عددهم. والآن راح الكثير منهم ضحية الفيروس، ومعهم ضاع جزء كبير من الذاكرة الجماعية التي مثلوها.
وهكذا، يضع هذا الفيروس على أكتافنا مسؤولية أكبر؛ وهي أن نتذكر قصص هؤلاء المقاتلين، وتلك الأيام، ونرويها للأجيال المقبلة.
بعد ظهر اليوم، سيغني الإيطاليون “بيلا تشاو” من شرفاتهم، في مواجهة الناس الذين يشكُّون ويزعمون أن احتفالات 25 أبريل هي مجرد “مادة للخطابة”. الذاكرة لم تكن قط مادة للخطابة؛ إنها واجب وحق.
اقرأ أيضًا: بعد أزمة كورونا .. هل يتنبه حلف الأطلسي للتهديد الصيني؟
هذا العام لن تكون هناك مسيرات وحفلات؛ ولكن في هذا العام يستحق أولئك الرجال والسيدات ممن بلغت أعمارهم التسعين، الذين كانوا موجودين في عام 1945، أن نمنحهم جُلّ تفكيرنا؛ لأنهم هم الذين منحونا الحرية التي ننعم بها حالياً. والآن، مرة أخرى، هم في خطر أو غادروا بالفعل إلى الأبد.
كاتبة إيطالية
لمطالعة النسخة الإنكليزية: Diary from Quarantine 37 – 237 words
لقراءة اليوميات السابقة يُرجى الضغط على هذا الرابط