الواجهة الرئيسيةمقالاتيوميات إيطاليةيوميات كورونا

أنا سارة من ميلانو أكتب لكم يومياتي من الحجر الصحي 27

"تو كابتشينوز"

سارة برزوسكيويتش

15 أبريل 2020

أسوأ وقت في اليوم بالنسبة إليَّ هو الصباح، بعد أن أستيقظ مباشرةً. هو الأسوأ لمعرفتي أنني سأقضي يوماً آخر مماثلاً لما سبقه، ومن جانب آخر لافتقادي المستمر عاداتي الصغيرة التي كنت أفعلها كل صباح.

أفتقد فتح النوافذ على مصراعيها، والاستعداد لليوم الجديد باستنشاق الهواء النقي والنظيف في الخارج. في واقع الأمر، لم يكن الهواء منعشاً ونظيفاً كما الآن، ومع ذلك فإنه لا يحمل الطاقة الإيجابية وتوقعات اليوم العادي التي كان يحملها في السابق.

اقرأ أيضاً: صحيفة “الجارديان”: الصين تحذف أبحاثا منشورة تتعلق بمنشأ فيروس كورونا

أفتقد الأشياء الصغيرة؛ مثل النهوض من السرير للحصول على الكابتشينو. كان لديَّ مكانان مفضلان للكابتشينو الصباحي؛ واحد بجوار منزلي، وهو محل مخبوزات؛ حيث يمكنني الجلوس في الداخل. عادةً كنت أذهب إلى هناك عندما أريد التحدث مع شخص؛ مثل السيدة ماريسول، سيدة إكوادورية، كنا نتسابق معاً يومياً لمعرفة من الأسرع في دفع وجبة إفطار الشخص الآخر. اعتادتِ العملَ كممرضة منزلية للمسنين، وهي لا تملك سيارة، وتضطر إلى أن تستقل حافلتين على الأقل في اليوم. يا ترى ماذا تفعل الآن؟ آمل أن تكون بخير.

تتواصل عملية بناء وتجهيز المستشفيات – وكالات

المكان الآخر المفضل لديَّ أبعد قليلاً؛ إنه مقهى كبير، حيث يمكنني الجلوس في الهواء الطلق. وعادة ما كنت أذهب إلى هناك إذا كنت أرغب في الجلوس في الخارج وحدي، واحتساء الكابتشينو، أثناء تنظيم أجندة اليوم. هذا يجعلني أشعر بالإنتاجية والتركيز. كان هذا المكان مفتوحاً دائماً، ويعتبر من المعالم البارزة للحي بأكمله، نذهب إلى هناك لتناول القهوة والبريوش في الصباح. ويأتي العمال إلى هذا المكان أيضاً لتناول غداء شهي وبسعر معقول، وبحلول الساعة السادسة مساءً، يمكن للناس العودة ثانيةً للحصول على أفضل المقبلات في المدينة.

اقرأ أيضاً: حان الوقت لإدخال الصين في عزلة نتيجة عدم أمانتها في التعامل مع فيروس كورونا

أتساءل كيف حال أصحاب هذا المقهى. لقد كان هذا أول مكان رأيته يضع لافتات تشرح ضرورة التباعد الاجتماعي بين العملاء. وهو المكان الأول الذي أزال نصف الطاولات للغرض ذاته، والمكان الذي توقف أيضاً عن السماح للناس باحتساء القهوة على الطاولة المواجهة لمقدمي الخدمة. أتذكر ملاحظة هذه التغيرات بفضول، قبل وقت طويل، قبل شهرين.

يا ترى كيف حال الجميع؟

كاتبة إيطالية

لمطالعة النسخة الإنكليزية: Diary from Quarantine – 27 – Two cappuccinos

لقراءة اليوميات السابقة يُرجى الضغط على هذا الرابط

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

سارة برزوسكيويتش

كاتبة إيطالية

مقالات ذات صلة