الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

ألمانيا تزيح اللاجئين الأفغان لإفساح المجال أمام الأوكرانيين

كيوبوست- ترجمات

ستيفاني غلينسكي♦

مع وصول موجات اللاجئين الأوكرانيين إلى دول أوروبا، بدأت تظهر أشكال مختلفة من التمييز العنصري بينهم وبين أولئك القادمين من دول الشرق الأوسط وإفريقيا. ومؤخراً، وصل هذا التمييز إلى المؤسسات الحكومية التي تعنى باستقبال اللاجئين وتوفير ضروريات العيش لهم. وقد نشر موقع “فورين بوليسي” مقالاً يستعرض فيه أحد أوجه هذا التمييز في ألمانيا.

إحدى ضحايا هذا التمييز كانت عائلة بروانا أميري، الناشطة الاجتماعية التي وصلت من أفغانستان في أواخر يناير الماضي، بمساعدة الحكومة الألمانية. فوجئت أميري ذات صباح بموظف الخدمات الاجتماعية يخبرها بضرورة إخلاء المنزل الذي تُقيم فيه مع عائلتها خلال 24 ساعة؛ لإفساح المجال للوافدين حديثاً من أوكرانيا. وقد بررت الحكومة عمليات الإخلاء هذه بأنها تمت فقط في “مراكز الوصول”؛ حيث من المفترض أن يبقى شاغلوها لفترات قصيرة فقط. ولكن بعض العائلات التي تم إخلاؤها كانت تُقيم هناك منذ سنوات، وبعضها الآخر كان يُقيم في مساكن أخرى تدفع الحكومة تكاليفها. 

اقرأ أيضاً: التدخل الروسي في أوكرانيا وأزمة لاجئين جديدة.. هل هي ورقة رابحة في يد بوتين؟

اتُّخذ قرار الإخلاء من قِبل إدارة الاندماج والعمل والخدمات الاجتماعية التابعة لمجلس الشيوخ في برلين؛ بحجة أنه يستند إلى “اعتبارات ضرورية وصعبة من الناحية العملية”، وأنه لا يوجد بديل؛ لأن النساء والأطفال الأوكرانيين يحتاجون إلى مأوى. وقال السكرتير الصحفي للإدارة: “نأسف لأن هذا الإجراء تسبب في صعوبات للاجئين الأفغان الذين اضطروا إلى الخروج من محيطهم المألوف”. وأكد أن الأفغان الذين تم إخلاؤهم حصلوا على أماكن إقامة جديدة دائمة بالجودة نفسها؛ باستثناء الحمامات والمطابخ المشتركة.

ألمانيا تطرد اللاجئين الأفغان لتؤوي الفارين من أوكرانيا

وقد عبَّر الإخصائيون الاجتماعيون عن سخطهم من معاملة الحكومة للأفغان وغيرهم من اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا. وأشاروا إلى أن نظام اللجوء يقضي بمنحهم إقامة مؤقتة تتم إعادة تقييمها كل ستة أشهر؛ اعتماداً على الوضع في أوطانهم، وغالباً ما يتم رفض التمديد في نهاية المطاف؛ ولكن معظم الأفغان الذين تم إخلاؤهم كانوا قد تخطوا هذه المرحلة، وحصلوا على تصاريح إقامة لمدة ثلاث سنوات. وأوضح أحد مسؤولي الخدمة الاجتماعية، أن هؤلاء يعاملون كلاجئين حصلوا على حق اللجوء ويعيشون في ألمانيا منذ سنوات، وبالتالي فهم قادرون على تحدث اللغة وتدبر أمورهم.

اقرأ أيضاً: تجار البشر يستهدفون لاجئات أوكرانيات في ألمانيا.. والمنظمات تدق ناقوس الخطر

قبل الأزمة الأوكرانية كانت ألمانيا أكبر دولة مضيفة للاجئين في أوروبا؛ حيث يعيش فيها قرابة 1.24 مليون لاجئ. وعندما اجتاحت “طالبان” العاصمة الأفغانية في أغسطس الماضي، استضافت ألمانيا نحو 5000 لاجئ أفغاني، ثم ارتفع هذا العدد ليصل إلى 12,000؛ ولكن منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وصل إلى ألمانيا 316,000 لاجئ أوكراني على الأقل، استقر 60 ألفاً منهم في برلين، حيث تحول مطار تيجيل السابق إلى أكبر مركز للوصول في المدينة. ويستقبل المطار ما يصل إلى 2600 شخص.  

وكما هي الحال بالنسبة إلى الأفغان، سيبقى عدد قليل من الأوكرانيين في العاصمة لفترة طويلة، وسوف يتجه معظمهم إلى واحدة من 16 ولاية في البلاد. قالت بروانا أميري، التي تحمل تصريح إقامة لمدة ثلاث سنوات في برلين: “قُتِل مديري السابق في كابول، وتلقيت تهديدات عديدة، وكنت خائفة على حياتي. كانت ابنتي تسألني دائماً: هل ستأتي “طالبان” إلى هنا؟ الآن أصبح بإمكاني أن أقول لها لا. لقد بت أشعر بالأمان، وأنا ممتنة لألمانيا التي تبني مستقبلاً لبناتي”. وأضافت أميري: “عندما شاهدت صور الحرب في أوكرانيا بكيت لأجل شعبها. أنا أعرف الحرب وأهوالها. وما زلت أبكي من أجل الأوكرانيين؛ ولكنني أطلب أن نعامَل جميعاً بالطريقة نفسها، فاللاجئ هو لاجئ مهما كانت جنسيته”.

♦صحفية ومصورة متخصصة في شؤون الصراعات والأزمات الإنسانية.

المصدر: فورين بوليسي

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات