ثقافة ومعرفةشؤون دولية
أغرب طقوس الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة!
هل ما تزال الأساطير الصينية تسيطر على أجواء الاحتفال بقدوم السنة القمرية؟

خاص كيوبوست –
الثقافة الصينية مليئة بالعطلات والاحتفالات، لكن أهمها على الإطلاق هو السنة القمرية الجديدة. خلال هذه المناسبة يتم إغلاق أماكن العمل والمدارس لأسبوع على الأقل في الصين وتايوان، وغالبًا ما تمتد هذه الإجازة إلى شهر تقريبًا. وتشهد عطلة العام الصيني الجديد أكبر حركة سفر وتنقلات في العالم، حيث يقوم حوالي 1.5 مليار شخص بالسفر من مكان إلى مكان، لإمضاء فترة العطلة مع ذويهم وعائلاتهم.
ويوافق 16 فبراير/شباط من كل عام أول أيام السنة الصينية. ولكل سنة صينية اسم من أسماء الحيوانات أو الطيور، هي كالتالي: النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، الغنم، القرد، الديك، الكلب، الخنزير، الجرذ، الثور.
وبهذه المناسبة يرصد “كيو بوست” أهم العادات والطقوس والمعتقدات الموروثة، المرتبطة باحتفالات السنة القمرية الجديدة، مع العلم أن معظم هذه العادات والطقوس ما تزال تحظى باهتمام وتقدير الصينيين، فهم يتوارثوها جيلًا بعد جيل، منذ أقدم العصور. بعض عادات الاحتفال تتشابه مع عادات وطقوس الاحتفال بأعيادنا العربية والإسلامية، إلا أن هناك طقوسًا أخرى نابعة من معتقدات شعبية فلكلورية وأساطير صينية قديمة لا تزال تحظى بالاهتمام والتبجيل، يحدث ذلك في مختلف الأوساط، ولدى شتى الطبقات.
تنظيف المنازل
يحرص الصينيون على تنظيف كل زاوية وركن في المنزل، بهذا يتم التخلص من كل الرواسب والطاقات السلبية المتخلفة من العام الماضي. وينبغي الانتهاء من أعمال التنظيف كافة قبل حلول أول أيام العام الصيني الجديد. وينبغي تجنب استخدام المكنسة أو الممسحة أو غيرهما من أدوات التنظيف في الأيام الأولى من العام الجديد، لأن ذلك قد يؤدي -في اعتقادهم- إلى كنس ما ساقه العام الجديد من ثروة، أو طرد ما أحضره من حظ سعيد.
تسوية الأمور المالية
إذا كنت قد اقترضت المال من العائلة أو الأصدقاء في العام الماضي، فيجدر بك تسديد ديونك قبل بداية العام الجديد، لأن أي قروض معلقة قد تجلب سوء الحظ. الشيء ذاته ينطبق على أي خصومات لم يتم حسمها، أو أي مشاعر سلبية لم يتم التخلص منها، لذا ينصح بفض النزاعات وتنقية القلب من الضغائن.
الاهتمام بالهندام العام
يحرص الصينيون على استقبال العام الجديد وهم في أبهى زينة، ثم الاهتمام بحلاقة الشعر وشراء الملابس الجديدة، استعدادًا للعام المقبل، ويفضل أن تكون الملابس حمراء. فإذا لم يكن الأحمر لونك المفضل، فينبغي على الأقل تجنب الألوان المرتبطة بالحظ السيئ في الموروث الصيني، وهما الأبيض والأسود. كما يتعين عدم حلاقة الشعر في الأيام الأولى من العام الجديد، فكما أن كنس المنزل قد يؤدي إلى كنس الثروة القادمة، فإن قص الشعر في بداية السنة الجديدة قد يؤدي إلى “قص” الحظ السعيد.
تزيين المنزل
يفضل في هذه المناسبة تزيين المنزل النظيف بوعاء من البرتقال أو التفاح، أو النباتات والزهور الطبيعية (ينبغي تجنب الزهور البيضاء، لأنها في الصين ترتبط بالجنازات). ومن المعتاد تعليق اللوحات والعلامات المتضمنة مأثورات وأقوال صينية، خصوصًا ما يوحي بالتفاؤل ويبعث على الأمل. ويكثر أيضًا تعليق لوحات تتضمن حروف كلمة “فو” الصينية، ومعناها الحظ السعيد، لكن يفضل تعليقها رأسًا على عقب، فهذا يزيد من فرصة قدوم النجاح المنشود.
الاحتفال مع العائلة
أهم ليلة للالتقاء هي ليلة رأس السنة الصينية، حيث الاجتماع مع الأقارب والأحباء لتناول الطعام، وغالبًا ما يلتئم الشمل حول وليمة كبيرة حافلة. وهناك أطباق معينة يفضل تناولها، لأنها مرتبطة في الموروث الصيني بالحظ السعيد، ومن بين تلك الأطعمة الأسماك، لكن يفضل تقديمها كاملة دون تقطيع. كما يفضل تناول كعك الأرز وأطعمة على هيئة سبائك الذهب أو الفضة، ففي ذلك استبشار بقدوم الثراء المنتظر.
هذا اللقاء العائلي له أهمية إضافية لدى الشباب المقدم على الزواج، فهو فرصة للشاب لإحضار خطيبته وللشابة لإحضار خطيبها، ويجري اللقاء مع العائلة وحدوث التعارف. وقد أصبح لهذا التقليد أهمية خاصة في السنوات القليلة الماضية. وإذا كان الشاب أو الشابة لم يتحصل بعد على شريك، فلا داعي للقلق، فقد صارت هناك شركات متخصصة تقدم هذه الخدمة، وبذلك تحفظ للشاب أو الشابة ماء الوجه، وترفع عنهم الحرج. ويمكن من خلال هذه الشركات تأجير خطيب مؤقت أو خطيبة مؤقتة، ريثما يتم اللقاء العائلي خلال فترة العطلة. وقد حققت هذه الشركات في السنوات القليلة الماضية الملايين من الدولارات.
زيارات وتواصل مع الأصدقاء
وإذا كانت ليلة رأس السنة مخصصة للقاء أفراد العائلة والأحباء المقربين، فينبغي تخصيص بقية فترة العطلة للزيارات والتواصل مع الأصدقاء، ويتعين حمل هدية عند الزيارة، لاسيما عبوات الشاي أو الفاكهة أو المعجنات أو الحلوى، لكن لا ينبغي في أي حال من الأحوال تقديم 4 أشياء من أي نوع، كأن تقدم مثلًا أربع علب حلوى أو أربع ثمرات من الفاكهة؛ لأن كلمة “أربعة” في لغة الماندرين الصينية مرادفة لكلمة الموت.
أجواء إيجابية للعام الجديد
تشير الأساطير الصينية إلى أن كل ما تفعله خلال أوائل أيام السنة الجديدة سوف يكون هو الغالب على بقية شهور السنة، لذلك تجنب الشكوى والبكاء والدخول في خصومات أو مشاجرات، ولا تقترض المال خلال أول أسبوعين، إلا إذا كانت تلك هي الأشياء التي ترجو أن تتعايش معها طوال أيام العام الجديد.
العطاء
وفقًا للتقاليد، يجري توزيع مظاريف “هونج باو” حمراء أو ذهبية، وبداخلها مبلغ من المال، وغالبًا ما يتم تقديمها للأطفال والبالغين غير المتزوجين وكبار السن، في ليلة رأس السنة الصينية. لكن التطورات التقنية أحدثت ثورة كبيرة في هذه العادة؛ إذ أصبح الناس من جميع الأعمار يرسلون ويستقبلون هذه العيدية، خلال تقنيات الهواتف النقالة، وصار من الميسور القيام بذلك عبر الرسائل النصية والتحويلات الفورية.