الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

أطفال سوريا في ليبيا.. من ضحية حرب إلى طرف في أخرى

موقع "المونيتور": "نحو 2000 طفل سوري نقلوا خلال العام الماضي عبر تركيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق في ليبيا"

كيوبوست

تحاول تركيا إسقاط تجربتها في الشمال السوري على المشهد الليبي، ففي حين أوجدت حكماً لفصائل موالية لها في الشمال السوري، وتمكنت من السيطرة على مدن وبلدات كردية بقوة عسكرية تبرز فيها هذه الفصائل، ها هي اليوم تكرر التجربة ذاتها داخل ليبيا، عبر جلب المقاتلين السوريين للقتال إلى جانب الميليشيات.

نقل تركيا آلاف المقاتلين من سوريا إلى ليبيا لم يعد سراً؛ لكن اللافت هذه المرة هو ما تكشف عنه تقارير دولية حول تجنيد أطفال سوريين في هذه الحرب، بعد أن عاشوا حالة مزرية من الفقر والعوز داخل مناطق السيطرة التركية في سوريا، وكذلك مخيمات اللجوء.

مقاتلون سوريون موالون لتركيا- وكالات

تقرير أخير لموقع “المونيتور” الأمريكي، كشف عن إصدار وثائق هوية مزورة لأطفال سوريين بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم، ومن ثمَّ إرسالهم إلى ليبيا.

وفي تعليق خاص لـ”كيوبوست”، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: “إن بين 279 قتيلاً في صفوف المرتزقة بليبيا، تم رصد 13 طفلاً سورياً دون سن الـ18”.

اقرأ أيضاً: مرتزقة أردوغان يتمردون عليه ويرفضون القتال في ليبيا

وكشف عبدالرحمن عن وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية، مؤلفة من نحو 260 “مرتزقاً”؛ ليبلغ بذلك تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن أكثر من 11 ألف “مرتزق”، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب قبل الانتقال إلى ساحة الحرب الليبية بلغ نحو 3450 مجنداً.

إغراء مادي

وحسب عبدالرحمن، يوجد نحو 120 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ18؛ غالبيتهم من فرقة “السلطان مراد”، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر إغرائهم بالمال واستغلال وضعهم المعيشي الصعب.

رامي عبد الرحمن

ونقل موقع “المونيتور” عن مقاتل بفرقة “السلطان مراد” الموالية لتركيا والموجود حالياً بطرابلس، أن مجموعته وحدها تضم خمسة أطفال على الأقل.

وحذَّر التقرير من أن أكثر من 2000 طفل نقلوا خلال العام الماضي عبر تركيا لدعم ميليشيات حكومة الوفاق التي تحارب الجيش الليبي في طرابلس الليبية.

ووفقاً لمدير المرصد السوري، يتم جلب الأطفال من مناطق الاحتلال التركي في عفرين ومناطق درع الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي، عبر استغلال الاحتياجات المالية لعائلاتهم والأوضاع الإنسانية المأساوية، لافتاً إلى أن “قضية التجنيد لا تتعلق بليبيا فقط، إنما هو مسلسل مستمر منذ بداية الثورة السورية؛ حيث عملت الفصائل المعارضة على تجنيد الأطفال في صفوفها”.

اقرأ أيضاً: في ليبيا.. مرتزقة أردوغان متهمون بنشر الفوضى ونقل الوباء

تجنيد سري

وأشار “المونيتور” إلى نشر وثيقة من 40 صفحة، أعدتها منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، استناداً إلى مصادر في سوريا وليبيا، تكشف عن جوانب من عمليات التجنيد.

المحلل السياسي الليبي المقيم في باريس د.كامل مرعاش، أشار إلى أن مشاركة قاصرين سوريين؛ تم جلبهم من سوريا بترتيب من المخابرات التركية، بات شيئاً مؤكداً، بعدما وجدت جثث متفحمة لهم في محاور القتال، خصوصاً محورَي عين زارة وصلاح الدين، وهما من أحياء طرابلس.

كامل مرعاش

وأضاف مرعاش، في حديث إلى “كيوبوست”: “عادة ما يتم تجنيد هؤلاء الفتية، من مخيمات اللاجئين السوريين داخل تركيا وشمال سوريا، ويتم استغلال حالة الفقر لأُسر هؤلاء القاصرين، وإعطاؤهم الوعود بدفع رواتب شهرية تصل إلى 2000 دولار شهرياً، وأيضاً الوعود بمنحهم الجنسية التركية لاحقاً”.

لكن موقع “المونيتور” أشار إلى أن المبلغ وصل أحياناً إلى ثلاثة آلاف دولار، نقلاً عن مصدر رفض ذكر اسمه من فصيلة “شعبة المعتصم” الموالية لتركيا في سوريا، والذي أكد تلقي الأطفال وعوداً بهذا الشأن من أنقرة.

اقرأ أيضًا: كيف سيؤثر اعتقال “ذراع عشماوي” على بنية الإرهاب في ليبيا؟

وحسب “المونيتور”، يقول أحد الأطفال المجندين: إن قادة المجموعة أخبروهم أنهم سيبقون على اتصال بعائلاتهم، وأنهم سيعودون إلى منازلهم في غضون ثلاثة أشهر بمبلغ كبير من المال، كما أنهم سيحصلون على السجائر والطعام والسكن مجاناً.

وعزا المحلل السياسي لجوءَ تركيا للأطفال إلى “وجود صعوبة في تجنيد المقاتلين الكبار في شمال سوريا، ولخوفها من هروب هؤلاء من جبهات القتال، والبحث عن التحول إلى الهجرة السرية إلى أوروبا، بعد الحصول على المال الكافي”، خصوصاً بعد عودة إحدى الميليشيات الليبية التي كانت تعمل في تجارة الهجرة السرية إلى مزاولة نشاطها من شواطئ مدينة صبراتة التي سيطرت عليها موخراً.

 اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة