الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

أصداء فوز “المحافظين” في الصحف الإنجليزية

كيوبوست

فاز حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، بالأغلبية المطلقة في البرلمان البريطاني في الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس الماضي، بعد أن حصل على 345 من مقاعد مجلس العموم؛ ليطلق جونسون وعده الأول بتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في موعده، 31 يناير المقبل.

وحسب “الجارديان” ، يعد هذا الفوز هو الأول من نوعه منذ عهد مارغريت تاتشر، عام 1987؛ حيث فاز حزب المحافظين هذه المرة بأغلبية ساحقة وحصل على 364 مقعدًا من أصل 650، ليحقق الحزب أفضل أداءاته منذ ما يزيد على أربعين عامًا.

اقرأ أيضًا: بريطانيا ترفض الانسياقَ وراء المتطرفين بشأن “استراتيجية المنع”

ووصف بوريس جونسون الانتخابات بالتاريخية، مشيرًا إلى أنها منحت الحكومة تفويضًا لتنفيذ قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، موجهًا كلامه إلى الناخبين، قائلًا: “لن أخذلكم”، وإلى جانب الوعد بـ”إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”، تعهد بوريس جونسون بزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم والشرطة.

وخسر حزب العمال المقاعد التي شغلها لعقود طويلة، في مناطق مثل ميدلاندز وشمال البلاد في إنجلترا؛ حيث اتجه الناخبون الذين أيدوا بأغلبية ساحقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو 2016 نحو “المحافظين”، ليحقق حزب العمال برئاسة جيرمي كوربين، أسوأ نتائجه خلال الثمانين عامًا الماضية، بعد أن حصد 203 مقاعد فقط.

وأكد كوربين، وَفق ما نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أنه لن يقود الحزب خلال الانتخابات المقبلة، متوقعًا أن يتنحى عن مسؤولياته أوائل العام المقبل، معربًا عن حزنه البالغ للنتيجة التي حققها الحزب تحت قيادته، بعد أن تعرض إلى انتقادات عنيفة وضعت كثيرًا من علامات الاستفهام حول غموض موقفه من قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت روث سميث، نائبة حزب العمال التي فقدت مقعدها في ميدلاندز: “إن كوربين يجب أن يتحمل المسؤولية عن هزيمة الحزب واستقالته أيضًا”.

جيرمي كوربين رئيس حزب العمال- المصدر: “سكاي نيوز”

وأشارت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، إلى أنه رغم أن حزب المحافظين بات يمتلك العدد اللازم من النواب لتنفيذ قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ فإن الحزب يواجه تهديدًا خطيرًا للغاية، بسبب مطالبة نيكولا ستورجين، رئيسة وزراء أستكلندا، بإجراء استفتاء لاستقلال بلادها عن بريطانيا؛ خصوصًا مع الحضور الضعيف لحزب المحافظين في أسكتلندا، إذ لم يحصدوا سوى 26% فقط من المقاعد المخصصة هناك.

وحسب مقال نشرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، بعنوان “ماذا يعني فوز بوريس جونسون بالنسبة إلى البريكست والاتحاد الأوروبي؟”، أوضحت الباحثة تامارا كوهين، أن جونسون على عكس تريزا ماي وديفيد كاميرون، سيكون قادرًا على تمرير قراراته، والتي يقف على رأسها الآن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ إذ سيؤيده البرلمان بأغلبية ساحقة، دون أي تعقيدات أو مناوشات من الممكن أن يتعرض إليها حزب المحافظين، موضحة أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ستسغرق كثيرًا من الوقت خلال العام المقبل.

اقرأ أيضًا: هل تأخذ بريطانيا موقفًا حازمًا بحق إيران في عهد بوريس جونسون؟

وذكر مقال نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية، أن حزب العمال نال ما يستحقه بخسارته المدوية أمام “المحافظين” بعد التخلي عن القيم الكلاسيكية والتاريخية للحزب التي تقف جوار العمال والطبقة العاملة المتوسطة في بريطانيا. وحسب كاتب المقال توني بارسونز، فإن حزب العمال قد خسر هذه الطبقة للأبد، بعد أن عبَّر حزب المحافظين، وَفق كلامه، عن طموحات وآمال الطبقة العاملة التي تخلى عنها جيرمي كوربين ورجاله الذين وصفهم بالمهرجين.

جو سوينسون رئيسة حزب الديمقراطيين الأحرار المستقيلة- المصدر: “ميرور” البريطانية

وسلطت صحيفة “ميرور” البريطانية، الضوء على هزيمة رئيسة حزب الديمقراطيين الليبراليين جو سوينسون، التي أعلنت هي الأخرى استقالتها عقب ليلة وصفتها بالجيدة جدًّا بالنسبة إلى بوريس جونسون؛ ما يعني أن “الديمقراطيين الأحرار” سيضطر إلى البحث عن زعيم رابع خلال أقل من ثلاث سنوات.

وركز تحليل نشرته شبكة “CNN”  الإخبارية البريطانية، على أن فوز بوريس جونسون في الانتخابات يعني أنه بات قادرًا على الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ لكنه في اللحظة ذاتها وجد نفسه مطالبًا بالحفاظ على تماسك بريطانيا لأطول فترة ممكنة، حيث سيتعين عليه وضع سياسات أكثر دقة وتعقيدًا أيضًا؛ من أجل التوافق حول قضايا مثل البيئة، والاتفاقات التجارية، وحقوق المنافسة، وبما أن جونسون سيضطر إلى الالتزام بموعد الخروج الذي حدده، والذي يحل في ديسمبر 2020، فإنه سيجب عليه العمل سريعًا لإنهاء صفقاته واتفاقاته بدقة وسرعة معًا؛ وهو ما سيشكل عليه ضغطًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة.

بوريس جونسون يقود حفارًا عليه لافتة البريكست- المصدر: “CNN”

وأشار تحليل آخر للـ”CNN” إلى أن من المهام التي ستواجه بوريس جونسون هو الحفاظ على تماسك المملكة المتحدة بعيدًا عن الانقسامات؛ خصوصًا مع المطالبات بانفصال أسكتلندا، وهو القرار الذي يرفضه جونسون، ويتمسك به الحزب في أسكتلندا، غير أن الأصوات الكثيرة التي صوتت لـ”المحافظين” ربما تكون عائقًا أمام الاستجابة للمطالبات المنادية باستفتاء آخر على استقلال أسكتلندا.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة