الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون عربية

أصداء إيجابية في العراق بعد زيارة الحكيم للسعودية

مراقبون سياسيون يؤكدون أن الفاعل السياسي الشيعي بدأ يدرك أهمية الحراك السعودي وانعكاساته الإيجابية على استقرار المنطقة

كيوبوست- أحمد الفراجي

مع تفاقم الانسداد السياسي في العراق، وتعاظم الأزمة تعقيداً بين المكونين الشيعيَّين اللذين يتصارعان على حكم البلاد؛ وهما التيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، والإطار التنسيقي الشيعي الذي يضم مجموعة من القوى الموالية لإيران؛ حطّ الرحال في جدة مؤخراً عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، وأحد قادة الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الفاعلة الخمس.

وخلال زيارته، التقى الحكيم وليَّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وطلب من المملكة العربية السعودية التدخل للوساطة الدبلوماسية، ولعب دور جديد قد يسهم في حلحلة الأزمة بين مقتدى الصدر والإطار التنسيقي، قبل اندلاع حرب أهلية باتت ملامحها تلوح بالأفق.

وتأتي زيارة الحكيم المفاجئة إلى السعودية، وفي وقتٍ بات يدرك فيه جيداً المقربون من طهران أن لا حلَّ للعراق سياسياً إلا بالعودة إلى أشقائه، ومشاركتهم في الحل، والمملكة العربية السعودية تسعى منذ سنوات إلى إعادة العراق إلى حضنه العربي وإبعاد التدخلات الإيرانية، وجعله حراً في قراراته الأمنية والسياسية والاقتصادية.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في جدة خلال زيارة سابقة

ويرى مراقبون سياسيون، علقوا لـ”كيوبوست”، أن الفاعل السياسي الشيعي بدأ يدرك أهمية الحراك السعودي وانعكاساته الإيجابية على استقرار المنطقة، وأن المملكة تمثل مركز ثقل استراتيجياً، وهي الوسيط الناجح في حل الأزمة الحالية ببغداد، والأكثر فاعلية وتأثيراً -من إيران- للضغط على السيد الصدر لوجود علاقة جيدة معه.

اقرأ أيضاً: أتباع الصدر يحتلون البرلمان العراقي مرة ثانية

وعلَّق المحلل السياسي الناصر دريد، قائلاً: إن السيد عمار الحكيم وجد طريقاً يمكن من خلاله المرور لممارسة ضغط على السيد الصدر عبر بوابة المملكة العربية السعودية؛ لوضع حلول للأزمة العراقية.

الناصر دريد

ويعتقد دريد أن أية ضغوط سعودية على الصدر لن تأتي بثمار، لسببٍ بسيط؛ هو أن الصدر لديه رغبة بأن يقطع كل الخيوط والجذور مع من سمَّاهم بالثالوث المشؤوم، “في إشارة إلى الإطار التنسيقي الموالي لطهران”؛ لذا أية وساطة سعودية ناجحة في الشأن العراقي الداخلي مشكوك فيها.

وأضاف المحلل السياسي العراقي، في تعليقه لـ”كيوبوست”، أن قيام السعودية بالتوسط بين “الإطار” ومقتدى يعتبر قضية حساسة للغاية، ورجح الناصر أنه -وإن كانت هناك جهود يجب أن لا يعلن عنها في البداية، لأنها ستمثل عملية إحراج للجميع منهم الصدر- لكن يبقى السؤال: لماذا الآن عمار الحكيم يذهب إلى السعودية، وتحديداً في هذا التوقيت الحرج سياسياً من تاريخ العراق؟ بالتأكيد الزيارة لها علاقة بالانسداد السياسي.

ولا تعد زيارة عمار الحكيم الأولى من نوعها للسعودية، فهي امتداد لزياراتٍ سابقة لمسؤولين عراقيين وزعامات شيعية بدأت منذ عام 2017، حيث سبقتها زيارات من السيد مقتدى الصدر، ومؤخراً رئيس الحكومة الكاظمي.

زيارة سابقة للسيد الصدر إلى السعودية… محمد بن سلمان ومقتدى الصدر

وعلق المحلل السياسي مهند الجنابي، قائلاً: إن زيارة السيد عمار الحكيم إلى جدة هي ضمن استكمال سياسات حكومة السيد الكاظمي، كون طبيعة العلاقات مع السعودية تتطلب ذلك، وهي جزء من الانفتاح على المملكة، وإعادة العراق لعمقه العربي، والأهم الاستفادة من رؤية 2030 التي يمتلكها الأمير محمد بن سلمان، وأيضاً الزيارة تعد استكمالاً للحوارات التي رعتها بغداد بين طهران والرياض.

مهند الجنابي

وأضاف: وفقاً لهذه المعطيات فإن المملكة، وضمن موقعها الاستراتيجي الحيوي الفاعل، وما تمتلكه من موارد وإمكانات وعلاقة ممتازة مع الحكومة العراقية -خصوصاً في السنتين الأخيرتين- محط أنظار المقربين من طهران لحل الأزمة السياسية الحالية في البلاد، وكذلك إرسال رسالة اطمئنان بأن أية حكومة قد يشكلها الإطار التنسيقي لن تشكل خطراً، ولن تكون حكومة معادية للعرب.

اقرأ أيضاً: حكاية مقتدى الصدر.. الرجل الذي يتصدر المشهد العراقي

وأكد الجنابي أن زيارة الحكيم لن تقنع السعوديين بحسن نوايا الإطار التنسيقي تجاه المملكة، وبصراحة فإن أغلب قوى الإطار التنسيقي لا يمكن الوثوق فيها؛ إذا كانت الأطراف في الداخل العراقي لا تثق بهم، والسعودية أذكى من أن تثق بجماعة من الإطارين، بحسب تعبيره.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة