الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

أسد الله أسدي.. حكم تاريخي على إحدى أذرع طهران في الخارج

هي المرة الأولى التي تتم فيها محاكمة دبلوماسي إيراني وإدانته في الجرائم المنسوبة إليه.. والحذر سيشكل سياسة أوروبا المستقبلية في التعامل مع إيران

كيوبوست

يعتزم محامو الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، الطعن على الحكم القضائي الصادر من القضاء البلجيكي، والقاضي بحبسه لمدة 20 عاماً، بعدما أُدين بالتخطيط لهجوم إرهابي ضد مؤتمر للمعارضة الإيرانية قرب باريس، في حكمٍ يعتبر الأول من نوعه بحق دبلوماسي إيراني، هذا في وقت قَضَت فيه المحكمة بإسقاط الجنسية البلجيكية عن مساعدَيه نسيمي نعمي وزوجها أمير، مع الحكم بسجنهما مدداً تتراوح بين 17 و18 عاماً، بجانب سجن المتهم الرابع مهرداد عافاني، 15 عاماً.

التجمع الذي كان يسعى لتفجيره – أرشيف

وحسب القانون البلجيكي، فإن أمام المتهمين شهراً واحداً للطعن على الحكم وطلب استئنافه، بينما رفضت المحكمة ادعاءات دفاع أسد الله بأن حصانته الدبلوماسية تمنعه من المثول أمام القضاء البلجيكي، معتبرة أن تورطه في نقل المتفجرات يسقط حصانته الدبلوماسية.

سلمان الأنصاري

يمثل نموذج أسد الله أسدي إرهاب النظام الإيراني، حسب مؤسس منظمة سابراك الأمريكية سلمان الأنصاري، والذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن النظام الحالي يستغل الجانب الدبلوماسي، لتمرير أجندته الإرهابية، والتحريض على ارتكابها كمرتكز رئيسي تتمحور حوله السياسة الإيرانية، في ضوء عدم احترام القانون الدولي والإخلال باتفاقية فيينا المنظمة للعلاقات الدبلوماسية.

صور أسدي الملتقطة بواسطة أجهزة الأمن

 

تفجير إرهابي

وأحبطت السلطات الأمنية في فرنسا وألمانيا وبلجيكا، مخططاً أشرف عليه أسدي مع شركائه لتفجير تجمع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالقرب من باريس، في يونيو 2018، بينما تولى أسدي تسليم طرد يحتوي على القنبلة التي كان يفترض تفجيرها قبل يومين في لوكسمبورج، بعد أن وصلت من إيران على متن رحلة جوية.

اقرأ أيضاً: محسن فخري زادة.. تداعيات اغتيال الرجل الأول في المشروع النووي الإيراني

يقول الأنصاري، الذي كان مشاركاً ومتحدثاً رئيسياً في المؤتمر المستهدف: إن هذا الإرهاب ليس مستغرباً على النظام الإيراني، في ظلِّ وجود تحركات مماثلة قامت بها طهران حول العالم، وأثبتتها تحقيقات قضائية؛ ومن بينها الأحكام التي صدرت بحق أعضاء “التحالف الأحمر” الذي خطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، آنذاك، عادل الجبير عام 2011، مؤكداً أن إصلاح النظام الحالي في طهران هو “أمر ميؤوس منه بشكل كامل؛ لا سيما أن عمليات الاستهداف التي يخطط للقيام بها تنال من الجميع بلا استثناء”.

الهجوم كان يستهدف زعيمة المعارضة الإيرانية
علي نوري زادة

يأتي هذا الحكم في توقيتٍ مهم للغاية، حسب مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن، الدكتور علي نوري زادة، والذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن ما حدث يعتبر سابقة في العلاقات الأوروبية- الإيرانية؛ لكونها المرة الأولى التي تتم فيها محاكمة دبلوماسي واعتقاله، بل وإدانته في الجرائم المنسوبة إليه بالتحريض والتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية، لافتاً إلى أن نحو أربع دول قامت في أوقاتٍ سابقة باحتجاز دبلوماسيين إيرانيين؛ بسبب شكوك في طبيعة عملهم.

اقرأ أيضاً: الحرس الثوري الإيراني مهندس تأجيج الصراع المذهبي في البحرين

كارا عبد الملكي

يشير الدكتور كارا عبد الملكي؛ الباحث في الشأن الإيراني بجامعة ألبرتا الكندية، إلى أن سياسة الاغتيالات ليست جديدة على النظام الإيراني، لافتاً في حديثه إلى “كيوبوست” إلى أن النظام القائم منذ 1979 عمد إلى تنفيذ العديد من الاغتيالات في أوروبا؛ لدرجة أن الرئيس الإيراني محمد خاتمي، عندما انتخب عام 1997 لم يجد أي سفراء لبلاده في أوروبا، بعدما اعترضت الدول الأوروبية على الممارسات الإيرانية المتطرفة.

يعتبر عبد الملكي أن الحكم بمثابة رسالة للنظام الإيراني، بأن أوروبا لن تتسامح بعد الآن في أية عمليات محتملة للاغتيال على أراضيها، مرجعاً عودة سياسة الاغتيالات بعد سنواتٍ من الهدوء إلى شعور النظام بالقلق من المستقبل، في ظل قوة المعارضة الخارجية.

المتفجرات التي عرضتها السلطات البلجيكية

اقرأ أيضًا: الثورة الإيرانية التالية: لماذا يجب على واشنطن أن تسعى لتغيير النظام في طهران؟ (1)

ازدواجية أوروبية

ودعتِ المعارضة الإيرانية إلى اعتبار إيران دولة مارقة وإغلاق سفاراتها في أوروبا، بعدما ثبت بما لا يدع مجالاً للشك تورط النظام في التخطيط لعمليةٍ إرهابية تستهدف المعارضين ودبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم في باريس، معتبرة أن الحوار مع النظام القائم بمثابة “وهم” يجب التخلص منه.

تزعم السفارة الإيرانية في بروكسل عدم صحة الاتهامات

يقول علي نوري زادة إن أوروبا ستكون أكثر حذراً في قبول أوراق الدبلوماسيين الإيرانيين خلال الفترة المقبلة؛ ليس فقط بسبب هذه الحادثة، ولكن لأن ثمة شخصيات استخباراتية تعمل مع الحرس الثوري وغيره من الأجهزة الأمنية، انخرطوا في السلك الدبلوماسي، ويتم إرسال أوراق اعتمادهم للعمل في السفارات الإيرانية بأوروبا.

وتوقع زادة أن تقوم إيران باحتجاز مواطنين مزدوجي الجنسية الإيرانية والبلجيكية؛ من أجل مبادلتهم مع الدبلوماسي المحبوس خلال الفترة المقبلة، وهو أمر لن يكون سهلاً على النظام؛ لعدة أسباب من بينها أهمية القضية بالنسبة إلى بروكسل بشكل خاص وأوروبا بشكل عام.

اقرأ أيضاً: هل يكشف المستقبل القريب عن قنبلة نووية إيرانية؟

ينتقد كارا عبد الملكي الازدواجية الأوروبية في التعامل مع إيران؛ لا سيما بعد أن سمح قبل سنوات على سبيل المثال للمتهم بقتل القيادي الكردي الدكتور عبدالكريم قاسملو، بالعودة إلى طهران، ضمن صفقة لتبادل المتهمين، مؤكداً أن التغاضي الأوروبي عن الانتهاكات التي تمارسها إيران في مجال حقوق الإنسان لا يجب استمراره.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة