الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

أزمة المغرب والجزائر في تصاعد: هل تصل إلى نقطة اللاعودة؟

حزب الله محور التوتر الجديد

كيو بوست – 

لا تزال أزمة القطيعة بين إيران والمغرب في قضية دعم جبهة البوليساريو الانفصالية توتّر العلاقات إلى حد غير مسبوق بين الجزائر والرباط.

وشكل حزب الله اللبناني محور توتر جديد، في ظل استمرار التراشق بين الدولتين الجارتين، وتقديم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ما اعتبرها أدلة جديدة على تورط الجزائر مع الحزب في دعم البوليساريو. 

اقرأ أيضًا: عميلة سرية جزائرية وراء قطع العلاقات الإيرانية المغربية

 

أدلة جديدة

في حوار أجرته معه مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أورد بوريطة ما اعتبرها أدلة بشأن تورط الجزائر في تسهيل مهام قادة عسكريين من حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، في تدريب جبهة البوليساريو.

وقال بوريطة إن حلقة الوصل بين الأطراف هو المستشار الثقافي في سفارة إيران أمير موسوي، الذي اتهمه كذلك بأنه “معروف بالإشراف على عمليات تشييع في العالم العربي وإفريقيا”.

وفي لهجة تصعيدية حادة تجاه الجزائر، قال بوريطة: “لا ننسى أن النظام الجزائري الذي يواجه أزمة حادة مؤسساتية وسياسية واقتصادية واجتماعية، نجا إلى حد الآن منها فقط بسبب المشاكل والتوترات التي خلقها بنفسه، من أجل تحويل أنظار الجزائريين عن مخاوفهم الحقيقية”.

ووصف خطاب الجزائر تجاه الأزمة بـ”البليد، والإنكار للحقيقة، ويعاني هوسًا مرضيًا بالقول إن نزاع الصحراء يخص المغرب والبوليساريو فقط”.

اقرأ أيضًا: ما وراء إعلان المغرب قطع علاقاتها مع إيران

 

رد جزائري تصعيدي

وتوالت الردود من قبل المسؤولين ووسائل الإعلام في الجزائر، بعد تصريحات الخارجية المغربية.

وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية عبدالعزيز بن علي شريف إنه “عوض تقديم الأدلة الدامغة التي يزعم أنها بحوزته، التي لا وجود لها في الحقيقة، وعوض الأسف أمام الذهول الذي تلقى به المجتمع الدولي ادعاءاته في الأول من أيار/مايو الجاري، آثر الوزير المغربي المضي في التضليل والافتراء”.

ورأى شريف أن تلك الاتهامات “تفضح عجز الرباط في إقحام الجزائر مباشرة في نزاع، جزم مجلس الأمن الدولي بخصوصه مجددًا، بالتأكيد على أنه مسألة تقرير مصير ينبغي أن تشكل موضوع مفاوضات مباشرة بنية حسنة، ومن دون شروط مسبقة، تحت إشراف الأمم المتحدة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من الجانبين، يضمن تقرير مصير شعب الصحراء المغربية”.

اقرأ أيضًا: هل ستكون الجزائر بوابة إيران لبسط نفوذها في المغرب العربي؟

ووصلت الأزمة على إثر التصريحات المغربية إلى حد التراشق الإعلامي.

وقالت صحيفة “الخبر” الجزائرية، إن الوزير المغربي “داس على بقايا الأعراف والتقاليد الدبلوماسية”.

“خطاباته انتقلت في خضم أسبوع واحد من حالة الخطاب والتصريح إلى الهذر والهذيان، عندما قرر الدفع بالعلاقات الجزائرية المغربية إلى حافة القطيعة”، أضافت الصحيفة. 

وواصلت الصحيفة مهاجمة الوزير المغربي: “اكتفى بكيل التهم الجزافية إلى الجزائر، دون أن يذكر مصدرًا أو يعطي دليلًا ماديًا على هذيانه.. الجزائر لم تكن أبدًا وحدها داعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بل حتى مجلس الأمن نفسه يدعم هذا الحق ومعه دول كبيرة ومحترمة مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا وكوبا وفنزويلا”.

 

موقف للمغاربة الشيعة

وفي غمرة حالة التوتر الآخذة في التعمق بين الجزائر والمغرب، أعلن مواطنون من الطائفة الشيعية في المغرب عن موقفهم إزاء قطع بلادهم علاقاتها مع إيران.

وأبدى هؤلاء تأييدهم للقرار الذي اتخذه المغرب، القاضي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بعد اتهامها باستهداف أمن واستقرار بلدهم.

وقالت لجنة المغاربة الشيعة في بيان أصدرته بهذا الخصوص، ونقله موقع “هسربس” المغربي إنها “تؤيّد بقوة قرار المغرب الصائب قطع العلاقات مع دولة إيران، نتيجة دعمها لأعداء البلاد بالتعاون مع جهات معادية”، دون أن تُسمّها.

وقال منسق لجنة الشيعة المغاربة للموقع: “نحن مع القرار المغربي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، ونحن ندافع عن السيادة المغربية”.

اقرأ أيضًا: لماذا تدعم الجزائر جبهة البوليساريو؟

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة