الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا

الأسابيع الأولى من يناير ستكون حاسمة بالنسبة إلى أنقرة إذا أصرَّت على مواصلة إرسال الإرهابيين إلى ليبيا.. والعقوبات الاقتصادية باتت خطوة ضرورية ضد أردوغان لإجباره على الانسحاب من مغامرته العسكرية غير المسؤولة

كيوبوست

انتقد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، اعتزام تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، معتبرًا الخطوة بمثابة تدخل غير مقبول في الشأن الداخلي الليبي، واصفًا التصرفات التركية بأنها غير مقبولة وتهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتعريض أمنها إلى خطر كبير.

وحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استغل الانقسامات الداخلية في ليبيا، وانتشار العناصر الإرهابية والتنظيمات المسلحة التي يدعمها هناك؛ من أجل تمرير اتفاقيته مع فايز السراج، التي تُعد اتفاقية باطلة من الناحية القانونية، والتي تمنحه بموجبها الحق في إرسال خبراء عسكريين ومقاتلين إلى ليبيا، رغم رفض قوى دولية ذلك، ورغم قرار حظر الأسلحة للأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا: ليبيا.. المسرح الجديد لنزاع دولي محتمل

لا حل عسكري في ليبيا

ووَفق ما نشرته شبكة “CNN”، فإن حكومة السراج طلبت التدخل العسكري من أربع دول أخرى؛ هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا والجزائر، إلا أنه لم تحدث استجابة لطلب السراج من جانب القوى الدولية؛ حيث أعلن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية جوزيف بوريل، أنه “لا يوجد حل عسكري للأزمة في ليبيا”، مشددًا على ضرورة التوقف عن الدعوات العسكرية، وذلك حسب ما نشرته وكالة “آكي” الإيطالية.

تركيا ترسل قوات عسكرية إلى ليبيا- المصدر: “دويتشه فيله”

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريرًا أكد فيه أن تركيا استقدمت 1600 جندي سوري، تمهيدًا لإرسالهم إلى ليبيا، يتبعون فصائل: “السلطان مراد” و”سليمان شاه” وفرقة “المعتصم” الموالية لتركيا؛ حيث جرى نقلهم من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم في الوقت الذي تتواصل فيه عملية تسجيل الأسماء بشكل واسع. كما أكد التقرير أن 300 سوري وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن، في حين بلغ عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب من 900 إلى 1000 مجند. وحسب المرصد فإن الراتب المطروح من جانب تركيا يتراوح بين 2000 و2500 دولار للشخص الواحد، لعقد مدته 3 أو 6 أشهر، مقابل التوجه إلى طرابلس في ليبيا، وكلما طالت المدة زاد الراتب الذي يتلقاه المقاتل.

عملية نقل مرتزقة إلى ليبيا تتواصل- المصدر: “المرصد السوري لحقوق الإنسان”

مغامرة أردوغان “المتهورة”

واعتبر المحلل الأمريكي سيريل ويدرشوفن، في مقال له، أن ما يخوضه أردوغان في ليبيا يعد خطرًا كبيرًا يفوق العملية التي تجري في سوريا، مؤكدًا أن العملية الليبية ستكون مكلفة لأنقرة ولن تحقق النتائج المرجوة، لافتًا إلى أن إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، وانتشار الوجود العسكري التركي في الجزء الجنوبي من البحر المتوسط ​​سيكون بمثابة تطور غير مرحب به من جانب عديد من أعضاء “الناتو”؛ بما في ذلك اليونان وفرنسا وإيطاليا، متوقعًا أن تكون الأسابيع الأولى من يناير “حاسمة” بالنسبة إلى أنقرة إذا ما أصرت على مواصلة نشر قواتها العسكرية وإرسال المقاتلين إلى ليبيا، منوهًا بأن الأزمة الليبية قد تتخذ أبعادًا إقليمية قد تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف في شرق البحر المتوسط، وأن العقوبات الاقتصادية باتت خطوة واجبة وضرورية ضد أردوغان؛ لإجباره على الانسحاب من مغامرته العسكرية غير المسؤولة والمتهورة في ليبيا.

اقرأ أيضًا: ليبيا.. طريق تركيا للسيطرة على منطقة البحر المتوسط

كايل أورتون

الباحث الإنجليزي في شؤون الإرهاب كايل أورتون، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن قيام أردوغان بنشر قوات عسكرية وجنود تابعين له في ليبيا سيجعل الأزمة تتفاقم وتتحول إلى صراع حول تحديد المواقع الإقليمية مع كتلة تضم مصر والسعودية والإمارات وقبرص واليونان وإسرائيل من ناحية، ضد تركيا وقطر من ناحية أخرى”.

وأوضح أورتون أن أردوغان يستغل سيطرته على عناصر إرهابية وجماعات مسلحة؛ لإقحامها في المعركة الليبية التي تأخذ منعطفات خطيرة بدخول هذه العناصر الإرهابية في دائرة الصراع الدائر حاليًّا.

الكاتب والباحث السياسي الليبي كامل مرعاش، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن اندفاع أردوغان لإرسال قوات عسكرية وجنود إلى ليبيا يشبه إلى حد بعيد الغزو العراقي للكويت”، مؤكدًا أن المجتمع الدولي منقسم بشكل كبير، وأن هناك ضبابية في الموقفَين الروسي والأمريكي، في غياب شبه تام للموقف الأوروبي.

ضبابية الموقف الدولي

كامل مرعاش

وأضاف الباحث السياسي الليبي: “الضبابية والخلافات داخل الحلف الأطلسي بين أوروبا من جهة وإدارة الرئيس ترامب من جهة أخرى، تجعل الموقف الدولي معطلًا في الملف الليبي؛ وهو ما يجعل ميدان المعارك ونتائجه في ليبيا هو الذي سيحدد مستقبل المواقف في ليبيا. وأعتقد أن الموقف المصري يبقى مصيريًّا في منع وقوع ليبيا تحت النفوذ التركي. واتفاقية أردوغان/ السراج مرهونة بسقوط حكومة السراج التي تلفظ أنفاسها في طرابلس رغم ما يحاوله أردوغان من تعزيز للوجود العسكري التركي هناك عبر حرب بالوكالة من خلال جنود مرتزقة وجماعات موالية له”.

اقرأ أيضًا: إدانة أممية لخرق تركيا قرارات الأمم المتحدة بشأن ليبيا

خير الدين كربجي أوغلو

المحلل السياسي التركي الدكتور خير الدين كربجي أوغلو، الأستاذ في جامعة أنقرة، أكد، خلال تعليقه لـ”كيوبوست”، أن أردوغان لن يتوقف عن مواصلة ما يفعله في ليبيا، بعد توقيع الاتفاقية مع السراج، لافتًا إلى أن أنقرة تحتفظ بالمزيد من العناصر الإرهابية منذ فترة؛ لاستخدامها كورقة ضغط في مواقف كما يحدث حاليًّا في الأزمة الليبية.

وأوضح الأستاذ في جامعة أنقرة أن المجتمع الدولي يعرف جيدًا كيف يلعب أردوغان على ورقة الإرهابيين، موضحًا أن أجهزة الاستخبارات العالمية على دراية بأن أردوغان يرسل بالفعل عناصر إرهابية من إدلب السورية مباشرةً إلى ليبيا، مشيرًا إلى أن أردوغان يحتاج إلى مَن يردعه بشكل حاسم؛ لوقف عملياته في ليبيا وسوريا أيضًا، محذرًا من أن أعداد الإرهابيين والجنود الأتراك في ليبيا مرشحة بقوة للارتفاع.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة