الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
أردوغان يواصل سعيه الحثيث لتوسيع نفوذه في إفريقيا
بدأ الرئيس التركي زيارة تحمل العديد من الرسائل إلى أنغولا وتوغو ونيجيريا

كيوبوست- ترجمات
سلَّطت صحيفة “لوموند” الفرنسية، الضوء على التغلغل التركي في القارة الإفريقية، لافتةً في مقال للصحفية سيريل بنسيمون، إلى خمس عشرة جولة قام بها أردوغان إلى إفريقيا خلال عدة سنوات، زار خلالها ثلاثين دولة إفريقية.
زيارة أردوغان الأخيرة إلى إفريقيا، والتي بدأها يوم الأحد الماضي، كانت محملة بالمزيد من الطموحات والأطماع، حسب الصحيفة؛ فقبل شهرَين من القمة التركية- الإفريقية الثالثة التي ستُعقد في إسطنبول في ديسمبر المقبل، يقوم الرئيس التركي برحلة تستغرق ثلاثة أيام إلى كل من أنغولا وتوغو ونيجيريا، معلناً عقد شراكة استراتيجية معها.

يؤكد مراقبون أن تركيا تحاول ربط القوة الناعمة التي استخدمتها خلال السنوات الأخيرة، والتي استثمرت فيها التجارة والثقافة الإسلامية والمنظمات غير الحكومية بالقوة الصلبة المرتبطة بصفقات بيع الأسلحة للأفارقة.
إلى جانب ثروتها النفطية، تعد أنغولا أيضاً قوة إقليمية يمكن لتركيا الاعتماد عليها لتأكيد طموحاتها في وسط إفريقيا؛ لذا كانت هي المحطة الأولى للرئيس التركي، حيث حاول هذا الأخير اختبار نبرة اقتصادية أقوى، الهدف المعلن لأنقرة من الزيارة هو زيادة التجارة الثنائية بين البلدين من 176 مليوناً إلى 500 مليون دولار سنوياً. من المفترض أن يساعد افتتاح الخطوط الجوية التركية مؤخراً طريقاً مباشراً بين لواندا وإسطنبول، هذا الغرض، مع العلم أن شركة الطيران التركية تخدم الآن ما يقرب من 60 وجهة إفريقية؛ وهي أداة فعالة للتأثير.
اقرأ أيضاً: تركيا تستغل نفوذها في الصومال للوصول إلى القمر!
في جمهورية الكونغو الديمقراطية مثلاً، التقى رجب طيب أردوغان رئيسَ البلاد فيليكس تشيسكيدي، في سبتمبر، وشكره بشكل خاص على مشاركته في تحييد حركة الداعية فتح الله غولن. وتضيف الصحيفة أنه منذ الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، واصلت الحكومة التركية مطاردة شبكات وأقارب مرشدها السابق؛ لا سيما في القارة الإفريقية، حيث كانت الأخيرة ذات يوم في طليعة المصالح التركية بمدارسها ذات الجودة العالية، والتي تجتذب أبناء رجال الأعمال والدبلوماسيين، وفي مايو الماضي “اختُطف” ابن شقيق فتح الله غولن، في كينيا ، حسب أسرته.
في المقابل، يرفض رئيس نيجيريا محمد بخاري، إصرار نظيره التركي على إغلاق مؤسسات حركة غولن في أقرب وقت ممكن، وكان اللقاء الأخير بين الرجلَين متوتراً؛ ما هدد ديمومة العلاقة بين البلدَين.

استراتيجية توسعية
ومع ذلك، تحرص تركيا في استراتيجيتها التوسعية على أن تكون مرنة بشأن مبادئها إذا لزم الأمر؛ لذا أعلنت أنقرة رسمياً توقيع ثلاث اتفاقيات في مجالات الهيدروكربونات والمعادن والطاقة؛ لكن التعاون العسكري يجب أن يكون أيضاً على القائمة مع العملاق الاقتصادي في غرب إفريقيا. في 11 أكتوبر، أعلن والي ولاية زامفارا، في شمال غرب نيجيريا، اتفاقاً لشراء طائرتَين مسلحتَين دون طيار من شركة تركية خاصة. ووفقاً للصحافة، قامت أنقرة بالفعل بتزويد إثيوبيا والمغرب بمثل هذه الأجهزة.
هل سيكون الأمر نفسه بالنسبة إلى توغو، المحطة الأخيرة في هذه الرحلة؛ وهي دولة قلقة من تسلل الجهاديين على حدودها الشمالية وتطمح إلى تعزيز جيشها بشكل جدي؟ قال روبرت دوسي، وزير خارجية توغو: “لم يتم تأكيد أي اتفاق في الوقت الحالي”. ليس لدينا نفس الموارد مثل القوتين الاقتصاديتين أنغولا ونيجيريا.
اقرأ أيضاً: لماذا تدخلت تركيا في ليبيا؟
وتختم الصحيفة: تركيا ترى في عدم الاستقرار في بعض الدول الإفريقية فرصة. وقد حاولت على الفور الاستفادة من الانقلاب في مالي؛ لتعزيز وجودها في منطقة الساحل، حيث كان وزير الخارجية التركي أول مسؤول أجنبي رفيع المستوى يلتقي الانقلابيين الماليين، لتصبح تركيا تدريجياً مصدر قلق في باريس؛ حيث لا يفوت أردوغان أية فرصة لتذكير فرنسا بماضيها الإفريقي.
في يوليو 2020، وقعت النيجر وتركيا اتفاقية دفاعية ظلت نهايتها سرية. ويرى بعض الاستراتيجيين إمكانية حدوث مواجهة مباشرة في القارة الإفريقية بين الجنود الفرنسيين والجنود النظاميين الأتراك، أو المرتزقة الذين تستخدمهم أنقرة.
المصدر: لوموند