الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
المسماري لـ”كيوبوست”: أردوغان اعترف بالوجود التركي بعد إرسال أعداد كبيرة من المسلحين
أردوغان يعترف بإرسال قوات إلي ليبيا.. والجيش الوطني يتوعَّد

كيوبوست
على عكس مخرجات مؤتمر برلين التي توافق المشاركون فيها على عدم التدخل العسكري في ليبيا ودعم المسار السلمي، اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمرة الأولى علنًا، في تصريحات أدلى بها إلى الصحفيين في إسطنبول، أمس، بوجود تركيا عسكريًّا في ليبيا.
وقال الرئيس التركي إن تركيا توجد من خلال قوة تُجرِي عمليات تدريب، بالإضافة إلى مقاتلين من الجيش السوري الحر. بينما تأتي هذه التصريحات بعد يومَين فقط من تأكيده خلال اجتماع لحزبه الحاكم في أنقرة تجديد إعلان الدعم التركي الكامل لحكومة فايز السراج، التي وقَّع معها اتفاقية أمنية واجهت انتقادات دولية حادة؛ لمخالفتها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن في ما يتعلق بتوريد السلاح إلى ليبيا.
اقرأ أيضًا: إدانة أممية لخرق تركيا قرارات الأمم المتحدة بشأن ليبيا
ودمَّر الجيش الوطني الليبي، الأسبوع الماضي، سفينة أسلحة تركية في ميناء طرابلس بعد ساعات قليلة من وصولها، وسط تأكيدات من قادة الجيش الليبي باستمرار إرسال الدعم العسكري التركي إلى ليبيا؛ لمنع الجيش من استكمال معركة تحرير طرابلس التي بدأت منذ أبريل الماضي، وحقَّق الجيش فيها تقدمًا ملحوظًا.
اقرأ أيضًا: لُعبة الإخوة الأعداء والأجندات الخفية لأردوغان وبوتين في سوريا
اعتراف بالواقع
اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تصريح أردوغان في الوقت الحالي يأتي بعد استكمال إرسال أعداد كبيرة من المسلحين إلى ليبيا خلال الأيام الماضية”، مشيرًا إلى أن ما حدث هو اعتراف فقط بواقع موجود منذ سنوات.

وأضاف المسماري أن أردوغان أرسل المقاتلين على دفعات، وينتمون إلى جماعات إرهابية متعددة؛ منها “جبهة النصرة” وتنظيم داعش الإرهابي و”أحرار الشام”، وتضم إرهابيين من جنسيات مختلفة؛ وهي مجموعات مسلحة متعددة تُشرف القوات التركية على إدارتها، وتحديدًا المخابرات التركية التي تساعدها بكثافة؛ خصوصًا خلال الفترة الأخيرة.
وأشار المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إلى أن الجيش الوطني يعمل على توجيه ضربات استباقية إلى الإرهابيين والتصدي لهم ولأطماعهم في ليبيا، لافتًا إلى أن استهداف السفن التركية المحملة بالأسلحة في طرابلس كان بمثابة ضربة قاسية لهم، وتبعتها ضربة أخرى بإسقاط طائرتَين مسيرتَين كانتا في طريقهما لاستهداف قوات الجيش الوطني.
اقرأ أيضًا: أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا
دعم مستمر

مستشار الجيش الوطني الليبي صلاح الدين عبدالكريم، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن اعتراف أردوغان الأخير ليس سوى إقرار بالعلن، للمرة الأولى، لواقع موجود منذ سنوات”، مشيرًا إلى أن تركيا ترسل مرتزقة منذ فترة طويلة ومِن قَبل انطلاق معركة تحرير العاصمة طرابلس، فسبق أن دعمت مقاتلين يواجهون الجيش الليبي في بنغازي ودرنة، وقامت قطر بتمويلهم ماليًّا، وفي النهاية انتصر الجيش الوطني عليهم وطردهم؛ ليحكم سيطرته على الأراضي الليبية.
وأضاف عبدالكريم أن الجيش يواجه عدوانًا تركيًّا صريحًا على الأراضي الليبية، وهذا العدوان يطالب الشعب الليبي بصدِّه ومواجهته، وهو ما يقوم به الجيش بالفعل من دون تأخير، مؤكدًا أن تصريح أردوغان الأخير سيجعل كثيرًا من الدول تتخذ موقفًا مخالفًا لمواقفها الحالية؛ لا سيما أن كثيرين لم يصدقوا ما صرَّح به قادة الجيش الليبي من قبل عدة مرات حول إرسال مقاتلين من سوريا وأفغانستان إلى الأراضي الليبية.
واعتبر مستشار الجيش الوطني الليبي أن هذا التصريح يؤكد صحة تصريحات قيادة الجيش خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن هناك إصرارًا على الانتصار في هذه الحرب مهما كانت المدة التي تستغرقها.