الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

أردوغان يدشن مركزاً دينياً للإخوان في أمريكا على كاهل المواطنين الأتراك

تكلف تدشين هذا المركز نحو 300 مليون دولار.. وسبقه مركز "ديانت" الذي تم إطلاقه في عام 2016 بتكلفة 110 ملايين دولار

كيوبوست

أثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تدشين مركزٍ ديني في الولايات المتحدة الأمريكية، لإيواء عناصر جماعة الإخوان المسلمين هناك، فضلاً عن استقطاب المسلمين الأمريكيين، حالةً واسعة من الجدل؛ خصوصاً في ظلِّ أزمة اقتصادية متفاقمة تعيشها بلاده.

حسب موقع “المونيتور“، جاء إعلان أردوغان أمام لجنة التوجيه الوطنية التركية الأمريكية “TASC”، وهي جماعة تروج للإخوان المسلمين بدعم من أنقرة، وقد خضعت، الشهر الماضي، لتحقيقات من جانب مركز التحقيقات الفيدرالي بشأن تدخلاتها في السياسة الأمريكية.

رجب طيب أردوغان- وكالات

“ربما يحاول أردوغان كسب أكبر مساحة ممكنة من الشعبية خارج تركيا، بعد أن تدهورت شعبيته داخلياً”، حسب المحلل السياسي التركي فائق بلوط. يقول بلوط لـ”كيوبوست”: إن الرئيس التركي يسعى لبناء شبكاتٍ متشعبة ومترامية الأطراف في الولايات المتحدة وأوروبا؛ بغرض “نشر السياسات التركية والأيديولوجيا الخاصة به، مهما كلفه ذلك من ملايين الدولارات؛ لأنه يريد أن يستخدم هذا اللوبي التركي العالمي في ما بعد كورقة ضغط على المجتمع الدولي لإحراز مكاسب سياسية واقتصادية، فضلاً عن أنه مقبل على انتخابات قوية يدرك جيداً أهمية الدعم الخارجي فيها”.

فائق بلوط

تكلَّف تدشين هذا المركز قرابة 300 مليون دولار، ولا يعتبر هو الأول من نوعه الذي تطلقه تركيا لبثِّ سياساتها وأفكارها داخل الولايات المتحدة؛ بل سبقه مركز آخر هو “ديانت”، حيث تم إطلاقه في عام 2016، ويترأسه الآن علي أرباس، كبير أئمة الحكومة التركية، وقد تكلف إنشاء مركز “ديانت” وقتها 110 ملايين دولار، واحتضن عدة فعاليات لعددٍ كبير من رموز جماعة الإخوان المسلمين.

دعماً للإخوان

“لا يزال أردوغان يؤمن بقدرة جماعة الإخوان المسلمين على تنفيذ مخططاته، رغم سقطاتهم المتتالية في أكثر من بلد عربي مؤخراً، غير أنهم لا يزالون الصديق الوحيد المتبقي له”، يقول الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم. يضيف عبدالمنعم لـ”كيوبوست”: “تفكير الحكومة التركية في تدشين مراكز دينية في الولايات المتحدة وأوروبا يكشف عن نيَّاتٍ تركية خبيثة بالتدخل في شؤون هذه الدول، فضلاً عن التخطيط للتجسس عليها؛ حيث تعتمد السياسة التركية على تجنيد الأتراك وغير الأتراك، لنشر الثقافة والأيديولوجيا التركية في الخارج من جهة، فضلاً عن لعب أدوار مخابراتية للحكومة التركية من جهة أخرى”.

اقرأ أيضًا: تحت مظلة الإخوان.. مركز أبحاث جديد في بريطانيا يثير الجدل

عمرو عبد المنعم

حسب “المونيتور”، تضاعفت ميزانية “ديانت” أربع مرات خلال السنوات الخمس الماضية، واتسعت اختصاصاته ليصبح ذراعاً سياسية وأيديولوجية للحكومة التركية، وتم التحقيق مع عددٍ من المنتمين إلى المركز بتهم التجسس كما حدث مع يوسف أكار، ملحق الشؤون الدينية في السفارة التركية في لاهاي، بعد أن اتهمته السلطات الهولندية بالتجسس، وبالمثل رفضت السلطات البلجيكية طلبات الحصول على تأشيرة لـ12 إماماً تركياً تابعين للمنظمة؛ بغرض العمل في البلاد عام 2017، كما أنهت حكومة ولاية هيسن وسط ألمانيا، مؤخراً، تعاونها مع الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية؛ وهو الذراع الألمانية لـ”ديانت”.

مركز “ديانت”

يقول الدكتور جاسم محمد؛ مدير المركز الأوروبي لدراسة ومكافحة الإرهاب: “إن من الضروري أن تنتبه الحكومات الغربية إلى الألاعيب التركية التي تستهدف الأمن القومي الغربي؛ حيث لم يعد من المعقول السماح بتدشين المزيد من المراكز الدينية التي حققت بالفعل شعبية في أوروبا، واستقطبت أعداداً كبيرة من الشباب”.

اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون لعبة المخابرات التركية

جاسم محمد

يضيف د.جاسم، خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “جميع المراكز الدينية في أوروبا والولايات المتحدة تدين بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين، وتسعى لنشر أفكارها بشتى الطرق والوسائل؛ الأمر أكبر من تركيا وأردوغان، حيث إنه بزوال أردوغان وأفول نجمه ستكون هذه المراكز قد قطعت أشواطاً طويلة للتأثير على العقل الغربي؛ سواء من خلال تجميل الصورة القبيحة للجماعة الإرهابية، ومَن على شاكلتها من الجماعات الأخرى، أو عبر التشويش على عقول المسلمين في الغرب، وتغيير تصوراتهم عن الإسلام والديمقراطية، وخلق أجيال أكثر تطرفاً ودموية وعنفاً”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة