الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

أردوغان ومقامرة الناتو.. ما الثمن الذي دفعته أنقرة؟

كيوبوست- ترجمات

ألبير كوسكون♦

في مقالة نشرتها صحيفة “موسكو تايمز”، قال ألبير كوسكون، زميل البرنامج الأوروبي بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وتركز أبحاثه على السياسة الخارجية التركية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد كسب المقامرة التي دخلها مع حلف شمال الأطلسي.

اقرأ أيضاً:تركيا أردوغان” تتلاعب بعظمة الماضي وتحديات الحاضر وطموحات المستقبل

نجح أردوغان في إبرام اتفاق خلال اللحظات الأخيرة قبيل عقد قمة الناتو، تعهدت فيه فنلندا والسويد باتخاذ خطوات لمعالجة مخاوف تركيا بشأن الإرهاب ومبيعات الأسلحة. وفي المقابل سحبت تركيا اعتراضاتها على طلب الثنائي الانضمام إلى الناتو.

وأكد كوسكون، الذي تركز أبحاثه على السياسة الخارجية التركية، أن هذا الاتفاق يشكل منعطفاً إيجابياً للأحداث بالنسبة إلى الدول الثلاث، وكذلك لحلف شمال الأطلسي. وقد أشادت عناوين الصحف الموالية للحكومة في تركيا بالاتفاق قائلة: “إن تركيا حصلت على ما تريد“.

من اليسار: الأمين العام لحلف الناتو والرئيس التركي ورئيس فنلندا ورئيسة وزراء السويد ووزير الخارجية التركي ووزيرة الخارجية الفنلندية ووزيرة الخارجية السويدية خلال توقيع الاتفاق في مدريد- “أسوشييتد برس”

وأشار كوسكون إلى أنه بغض النظر عن الطريقة التي ننظر بها إلى الأمر، فإن أردوغان قد نجح بالفعل في جر فنلندا والسويد إلى طاولة المفاوضات بشروطه الخاصة، وجعلهما توافقان على أجندته.

اقرأ أيضاً: أردوغان يواصل “خنق” المعارضة للتعتيم على إخفاقاته الاقتصادية

وذكر كوسكون أنه من بين التعهدات الأخرى، وافقت فنلندا والسويد على عدم تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب/ حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني -والذي يُصنف كمنظمة إرهابية في تركيا، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة- وكذلك منظمة فتح الله غولن الإرهابية، التي تحمِّلها تركيا المسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

وعلى الرغم من أن فنلندا والسويد لم توافقا على الإشارة إلى هذه الجهات الفاعلة باعتبارها منظمات إرهابية؛ فإن التزاماتهما لا تزال تمثل إنجازاً رائداً لتركيا، وهو أمر غير مسبوق في أية وثيقة دولية.

مقاتلو الجيش السوري الحر يتجولون بالقرب من الحدود مع تركيا.. وقال وزير الدفاع التركي إن المقاتلين الأكراد السوريين هناك يشكلون تهديداً “حقيقياً” لتركيا- “أسوشييتد برس”

وسوف يشير المسؤولون الأتراك إلى هذا النموذج في المستقبل، بينما يحاولون كبح جماح الحلفاء الآخرين، وعلى الأخص الولايات المتحدة، عن مواصلة تعاونهم مع وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، وكذلك جهودهم للحد من أنشطة منظمة غولن في البلدان خارج الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: غبار الغزو الروسي لأوكرانيا سيكشف عن أوروبا مختلفة

وعلى النقيض من الادعاءات التركية، فإن فنلندا والسويد تقللان من طبيعة التزاماتهما وتقدمانها على أنها ليست أكثر من مجرد استمرار طبيعي لمسؤولياتهما الدولية القائمة أو لسياساتهما الوطنية، وفقاً لكوسكون، الذي قال إن مهمة أردوغان قد تم إنجازها في مدريد حتى قبل انطلاق قمة حلف شمال الأطلسي.

أكراد سوريون يحتجون على الهجوم التركي على سوريا خلال مظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل بالعراق.. 2019- “رويترز”

وأضاف أن العنصر المفقود قد اكتمل عندما التقى أردوغان الرئيسَ الأمريكي بايدن، الذي ذهب إلى حد الإشادة بأردوغان لرفع اعتراضاته على توسع الحلف.

وجاء ذلك وسط مؤشرات على أن إدارة بايدن كانت داعمة لرغبة تركيا في شراء طائرات مقاتلة من طراز “إف-16″؛ وهو ما رفع الآمال في إمكانية كسر الجمود بين تركيا والولايات المتحدة بعد كل شيء.

اقرأ أيضاً: جو بايدن والشرق الأوسط الجديد

وختم خبير السياسة التركية مقالتهـ قائلاً إنه في حين يعيد الناتو تقييم دوره في عصر جديد من المنافسة الجيوسياسية؛ بما في ذلك تعزيز موقفه الرادع والدفاعي، فإن إعادة بناء الثقة يجب أن تكون على رأس جدول أعمال كل من تركيا وفنلندا والسويد.

♦زميل أول في البرنامج الأوروبي بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وتركز أبحاثه على السياسة الخارجية التركية.

المصدر: موسكو تايمز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة