الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
أردوغان في عين العاصفة بعد تفاقم ظاهرة انتحار العاطلين عن العمل!
معلومات حزب الشعب الجمهوري تؤكد زيادة حالات الانتحار لأسباب اقتصادية في تركيا بنسبة 38% خلال السنوات الأخيرة

كيوبوست
تزداد يوماً تلو الآخر الفاتورة التي سيُحاسب عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام شعبه، وكانت آخر القصص المؤلمة حادثة انتحار شاب تركي لم يتمكن من الحصول على عمل؛ ليترك رسالة مؤثرة قال فيها إن رئيس بلاده “سلب أمله وآمال ملايين الشباب”.
“إحسان” الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، قرر إنهاء حياته برمي نفسه من الطابق الخامس من شقته؛ حيث يسكن في ولاية أنطاليا. وحسب صحيفة “زمان” التركية، قام الشاب بتضمين حسابَي أردوغان وحزب العدالة والتنمية في تغريدة، قال فيها: “ربما لم أحظَ بحقي وشبابي في هذا العالم؛ لكني سأحاسِب أردوغان و(العدالة والتنمية) على هذا في الآخرة. دون شك سنسترد الأمل الذي سلبتموه منِّي وملايين الشباب، وإن لم يتحقق في هذا العالم فسيتحقق في مكان آخر”.

هذه الرسالة المؤثرة دفعت المعارضة التركية إلى توجيه انتقاداتٍ عنيفة إلى حزب العدالة والتنمية وأردوغان، وعلق نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، ولي آغبابا، حسب “العربية“، على الحادث، مؤكداً أن حاجة الشاب إلى العمل وزيادة البطالة دفعته إلى إنهاء حياته بهذه الطريقة.
“هذه الواقعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ حيث سبقتها وقائع أخرى تكشف عن واقعٍ بائس يعيشه الشباب في تركيا”، حسب الأستاذ في جامعة أنقرة والمحلل السياسي التركي؛ الدكتور خير الدين كربجي أوغلو.
اقرأ أيضًا: مشكلات تركيا قد بدأت

يقول أوغلو لـ”كيوبوست”: إن الوضع السياسي والاقتصادي الخانق، والذي تسببت فيه سياسات أردوغان، فضلاً عن عدم توافر رعاية حكومية للشباب، وضمان توفير فرص عمل لهم، لعبت دوراً في إقدام الكثيرين على الانتحار. وبخلاف الحالات المعلنة والأرقام الرسمية، هناك أضعاف من الحالات الأخرى غير المعلنة، والتي تعاني معاناة كبيرة.
معدلات خطيرة
وَفق بيانات جمعتها البرلمانية التركية المعارضة عن حزب الشعب الجمهوري، جمزة تاشجيار، شهد شهر أبريل الماضي انتحار 129 شخصاً على الأقل؛ بينهم 8 أطفال، وهي وتيرة متزايدة بشكلٍ ملحوظ؛ حيث كان عدد حالات الانتحار 112 حالة في مارس، و99 حالة في فبراير، و94 في يناير؛ ما يكشف عن معدلاتٍ مرتفعة، ومتزايدة تدريجياً.
حسب تقرير أعده ونشره حزب الشعب الجمهوري، ارتفعت نسبة الانتحار إلى 48%، بمعدل 65 شخصاً أسبوعياً في “نظام الحكومة الرئاسية”، وزادت حالات الانتحار لأسباب اقتصادية بنسبة 38% في الفترة بين عامَي 2017- 2019.

“يجب أن يُسجن أردوغان على ما اقترفه بحق الأبرياء”، حسب الكاتبة الصحفية المتخصصة في الشأن التركي روشن قاسم.
تقول قاسم لـ”كيوبوست”: إن انشغال أردوغان بفتح جبهات حروب خارجية في ليبيا وسوريا وأرمينيا، ونزاعات شرق المتوسط، وتهديد دول الجوار كبَّد بلاده تكلفة اقتصادية طائلة أثَّرت على الوضع الاقتصادي، الذي بات خانقاً ولا يسمح بتوفير فرص عمل للشباب الذين باتوا بين خيارَين أحلاهما مرّ؛ إما الهجرة التي باتت صعبة للغاية في ظل الإجراءات المشددة مؤخراً، وإما البقاء في ظل بطش السلطات التركية وقمعها؛ الأمر الذي يفسر إقدام الكثيرين على التخلص من حياتهم بالانتحار.
اقرأ أيضًا: تركيا.. هل تهدد تسريبات زعيم المافيا عرش أردوغان؟

ارتفاع البطالة
حسب صحيفة “فاينانشال تايمز”، ووفقاً لآخر الإحصاءات المتاحة، بلغت نسبة البطالة في تركيا أواخر العام الماضي 24% تقريباً، وكان الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً هم الأكثر عرضة إلى مشكلاتٍ تتعلق بالبحث عن وظيفة.
يعلق الأستاذ في جامعة أنقرة الدكتور خير الدين كربجي أوغلو، مشيراً إلى أن الواقع الاقتصادي، وحياة الشباب في تركيا، أسوأ بكثيرٍ من الأرقام. والإحصاءات المعلنة، بغضِّ النظر عن كونها معدلات مرتفعة أو لا؛ “حيث إن الحياة في بلدٍ مثل تركيا من المفترض أن توفر لك وضعاً أفضل اقتصادياً، ولا تكون مطالباً بالبحث المتواصل عن وظيفة، وعندما تجد نفسك غير قادر على توفير الطعام والشراب فقط، سيكون التفكير في إنهاء الحياة وقتها أمراً غير مستبعد؛ خصوصاً في فئاتٍ عمرية صغيرة لا تملك النضج والحكمة للتعامل مع الحياة والظروف”.
“من المؤسف حقاً أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة”، يختم الأستاذ في جامعة أنقرة حديثه مع “كيوبوست”.